الجمعة, 28 نوفمبر 2025 05:39 PM

فيلم "فيها إيه يعني": نظرة سينمائية مصرية على الحب والحياة بعد الستين

فيلم "فيها إيه يعني": نظرة سينمائية مصرية على الحب والحياة بعد الستين

دمشق-سانا: يقدم الفيلم المصري الروائي الطويل "فيها إيه يعني" معالجة إنسانية مبتكرة لموضوع نادر في السينما العربية: الحب بعد التقاعد. يطرح الفيلم تساؤلات حول الفرص المتأخرة وإمكانية البدايات الجديدة في مراحل متقدمة من العمر.

الفيلم، الذي اختتم عرضه مؤخرًا في سينما دمشق، هو من إخراج عمر رشدي حامد، في أول تجربة إخراجية روائية طويلة له بعد مسيرة مهنية كمساعد مخرج ووحدة ثانية في عدة أعمال بارزة. الفيلم من تأليف وليد المغازي وبطولة ماجد الكدواني، وغادة عادل، وميمي جمال، وأسماء جلال، ومصطفى غريب، بالإضافة إلى مشاركة الراحل سليمان عيد في أحد آخر أدواره. أنتج الفيلم كل من ماجيك بينز (أحمد الجنايني)، وسينرجي بلس (تامر مرسي)، ورشيدي فيلمز، وروزناما.

حكاية تستيقظ من الماضي

تدور أحداث الفيلم، وفقًا للعرض الرسمي، حول شخصية "صلاح"، المحاسب المتقاعد الذي يعيش على ذكرى علاقة عاطفية لم تكتمل في شبابه، عالقًا بين ماضٍ لا يغادره وحاضر باهت. يلتقي "صلاح" بـ "ليلى"، خطيبته السابقة، مما يغير مسار حياتهما ويواجههما بمشاعر ظنّا أنها قد انطفأت.

تمزج الحبكة الدرامية بين الرومانسية والكوميديا، من خلال علاقة تتجدد في عمر متقدم وتصطدم بواقع الأبوة والأمومة ونظرة المجتمع إلى ارتباط كبار السن. تتناول الخطوط الفرعية علاقة صلاح بابنته وصراع الأجيال، مما يمنح العمل بعدًا عائليًا واضحًا.

أداء تمثيلي يحتفي بالنضج

في تحليل للفيلم نشره موقع ترند ريل، تكمن قوة "فيها إيه يعني" في أداء ماجد الكدواني الذي يجسد شخصية رجل يعيش بين الحنين والخوف من خسارة فرصته المتأخرة، مستفيدًا من خبرته في المزج بين الكوميديا الهادئة والانكسار الإنساني. وأشاد موقع "القاهرة 24" بأداء غادة عادل المتوازن الذي يعكس شخصية امرأة غارقة في روتين الحياة، تكتشف أن قلبها لا يزال قادرًا على التجدد. كما أثنى على حضور ميمي جمال الذي أضفى دفئًا أسريًا مستمدًا من خبرة جيل كامل.

ووفقًا لمجلة سيدتي، منح ظهور أسماء جلال ومصطفى غريب خط الشباب طاقته وتوتره، بينما حمل ظهور سليمان عيد قيمة وجدانية محافظًا على بصمته الكوميدية.

لغة بصرية وموسيقا تخدم الفكرة

تعتمد الرؤية البصرية على لقطات قريبة ينفذها مدير التصوير أحمد جبر لالتقاط ملامح الشخصيات وتفاصيل الوجه، بما يخدم فكرة الحب المتجدد في مواجهة الزمن. دعمت التصميمات الفنية للديكور سلمى تيمور هذا الخيار عبر فضاءات منزلية واقعية وشوارع تجمع بين الحنين والحداثة. الموسيقا التصويرية التي وضعها خالد حماد جاءت بإيقاع هادئ يخدم المشاهد العاطفية دون مبالغة، بينما جسدت الأزياء التي صممتها ناهد نصر الله التفاوت بين الجيلين الكبير والصغير، في ترميز بصري لصراع الأجيال.

إيجابيات العمل وملامح قصوره

أجمعت آراء النقاد والجمهور التي نشرتها مواقع "ترند ريل" و"القاهرة 24" و"سيدتي" على أن أبرز نقاط قوة الفيلم تكمن في معالجته لموضوع الحب بعد التقاعد، وتقديمه في قالب كوميدي رومانسي قريب من المتلقي العربي، ونجاحه في دمج الخط العاطفي بالخط العائلي. ووصف الناقد السينمائي طارق الشناوي الفيلم بأنه «مُختلف، جريء»، و«يبكيك ويضحكك»، معبراً أن هذا النوع من الأفلام يعتمد على الكتابة والإخراج والأداء ليؤثر في الجمهور.

استقبال جماهيري وإنتاج مشترك

أشار موقعا بوابة الأهرام ومجلة الأسبوع إلى أن الفيلم حقق حضورًا جماهيريًا واضحًا منذ بدء عرضه مطلع تشرين الأول 2025 في الدول العربية، وحقق إيرادات مرتفعة في مصر والسعودية والإمارات، ما يعكس جاذبية فكرته وقوة أداء أبطاله. ولا يزال العمل يحظى بإشادة خاصة بأداء الكدواني، بوضع الشخصيات الكبيرة في العمر في مركز الصورة بعيداً عن الهامش المعتاد.

يقدم الفيلم إضافة إنسانية رصينة إلى موجة الكوميديا الرومانسية العربية، مؤكدًا أن سؤال "فيها إيه يعني؟" قد يكون مفتاحًا لتغيير مسار حياة كاملة حين يُطرح في اللحظة المناسبة.

مشاركة المقال: