السبت, 29 نوفمبر 2025 01:44 AM

تصعيد خطير: إسرائيل تتهم الاستخبارات السورية بالضلوع في هجمات بيت جن وسط إدانات دولية

تصعيد خطير: إسرائيل تتهم الاستخبارات السورية بالضلوع في هجمات بيت جن وسط إدانات دولية

اتهمت إسرائيل جهاز الاستخبارات السورية بالوقوف وراء الهجمات التي استهدفت جنودها خلال اشتباكات في بلدة بيت جن بريف دمشق يوم الجمعة 28 تشرين الثاني. في المقابل، صرحت وزارة الخارجية السورية بأن المدنيين هم من تصدوا للقوات الإسرائيلية المتوغلة.

أسفر القصف الإسرائيلي على بلدة بيت جن في ريف دمشق فجر الجمعة عن مقتل 13 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 24 آخرين. وذكرت مصادر أن القصف جاء عقب توغل الجيش الإسرائيلي في البلدة لاعتقال عدد من الشبان، مما أدى إلى اشتباكات بين الأهالي والجيش الإسرائيلي، الذي أعلن عن إصابة ستة من جنوده.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن مصادر أمنية لم تسمها أن بعض العناصر المتورطة في التخطيط لهجمات مسلحة داخل الأراضي السورية تعمل بشكل مباشر مع جهاز الاستخبارات العامة التابع للرئيس أحمد الشرع. وجاءت هذه التقديرات بعد عملية اعتقال نفذتها قوة من لواء "الاحتياط 55" صباح الجمعة في بلدة بيت جن السورية، بهدف اعتقال شقيقين ينتميان إلى تنظيم "الجماعة الإسلامية"، يُشتبه في ضلوعهما سابقًا في زرع عبوات ناسفة وتنفيذ عمليات إطلاق قذائف، وفقًا للمصادر الإسرائيلية.

وتشير المصادر إلى أن هذه المجموعات لا تكتفي بمحاولات استهداف قوات الجيش الإسرائيلي قرب الحدود، بل تسعى أيضًا لتنفيذ هجمات ضد سكان بلدة حضر الدرزية بهدف خلق حالة توتر ديني ومناطقي يمكن استثمارها سياسيًا وأمنيًا داخل الجنوب السوري، بحسب مزاعم تلك المصادر.

وتتفق هذه التطورات، بحسب الهيئة، مع ما كشفه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال جلسة سرية في لجنة الخارجية والأمن، إذ قال إن إسرائيل "لا تتجه نحو سلام" مع سوريا بسبب وجود قوى على أراضيها "تفكر بجدية في تنفيذ توغلات برية" نحو مستوطنات الجولان. وأضاف كاتس أن التقديرات الإسرائيلية تشمل احتمال تسلل مجموعات مدعومة من إيران، بينها قوات الحوثيين اليمنية، نحو الشمال في سيناريو تصعيد واسع.

من جهته، رد سفير سوريا في الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، في مقابلة مع قناة "الحدث" السعودية، على مزاعم إسرائيل بأن العملية في بيت جن كانت تستهدف أعضاء من "الجماعة الإسلامية" (حركة لبنانية). وقال علبي إن "إسرائيل ليست بحاجة إلى هذه المعلومات، وحتى نحن رأينا أنها قامت وبررت هذا العمل، وهذا يعني أن الضغط الدبلوماسي يعمل"، مشيرًا إلى أن سوريا ليست بصدد التعامل مع "الأعذار الواهية". أما بالنسبة لما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي في 27 تشرين الثاني الحالي، عن وجود للحوثيين في الجنوب السوري، وصف علبي هذا القول بأنه "ضرب من ضروب الخيال".

"جريمة حرب" مكتملة الأركان

أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا اليوم أدانت فيه "الاعتداء الإجرامي والسافر" الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات مباشرة نتيجة تصدي أهالي البلدة للدورية المعتدية وإجبارها على الانسحاب من الأراضي السورية. وأكدت الوزارة أن إقدام قوات الاحتلال عقب فشل توغلها على استهداف بلدة بيت جن بـ"قصف وحشي ومتعمد يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان"، بعد أن ارتكبت القوات الإسرائيلية "مجزرة مروعة" راح ضحيتها أكثر من عشرة مدنيين بينهم نساء وأطفال وتسببت بحركة نزوح كبيرة نتيجة استمرار القصف الهمجي والمتعمد على منازل الآمنين، وفق البيان.

وأدانت عدد من الدول والمنظمات الهجمات الإسرائيلية على بلدة بيت جن في ريف دمشق، بينها بريطانيا وتركيا والكويت وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وقطر والأردن، وحركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الفلسطينيتان وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا.

مشاركة المقال: