الثلاثاء, 2 ديسمبر 2025 05:19 AM

ورشة عمل في سوريا تركز على تعزيز أخلاقيات الإعلام ومكافحة خطاب الكراهية

ورشة عمل في سوريا تركز على تعزيز أخلاقيات الإعلام ومكافحة خطاب الكراهية

دمشق-سانا: اختتمت الورشة الختامية لصياغة مدونة السلوك المهني الأخلاقي للقطاع الإعلامي في سوريا أعمالها اليوم بمناقشة المسؤولية المجتمعية للإعلاميين، وسبل تحقيق المساواة بين الصحفيين وصناع المحتوى، ووضع آليات لتنفيذ بنود المدونة.

وشهدت الورشة، التي أقيمت في فندق قيصر بلاس بدمشق، مناقشات مستفيضة وتصويتات حول بنود ومصطلحات في النسخة التفصيلية للمدونة والتي تحمل اسم /ناقص ١/، بما في ذلك مدى تصريح صانع المحتوى عن مصادر تمويله، وحرية تحركه مقارنة بالصحفي، وتفعيل العقوبات الرادعة وحق الشكوى على المخالفين.

أكد رئيس مجلس هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين وعضو لجنة المدونة، أكرم الأحمد، على أهمية تدقيق المشاركين في الورشة في تفاصيل بنود المدونة، والتفكير العميق قبل نشر أو إعادة نشر أي مادة، وردم الهوة بين مكونات المجتمع، وسعي النخب لترجمة مصالح الدولة وربط مصلحة الناس بالتوجهات العامة.

من جانبه، وصف الكاتب والصحفي يعرب العيسى المدونة الحالية بالقاطرة الفعالة التي تخدم الإعلام السوري، مؤكداً على ضرورة توحيد الجهود والطاقات والمواهب الصحفية، وإيجاد جهة مراقبة وإشراف على سير العمل، خاصة في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه الإعلام.

توزع المشاركون في الورشة إلى خمس مجموعات لدراسة بنود المدونة ووضع ملاحظات لتحويلها إلى لجنة مكونة من خمسة أعضاء لصياغة المدونة، مهمتها تنظيم الملاحظات والتعديلات وتبويبها، ثم رفع النسخة للوزارة. وخرجت الورشة بتوصيات أبرزها: إحداث لجنة لتفكيك خطاب الكراهية، والتركيز على المبادئ الأخلاقية، واقتراح ثلاث آليات لتنفيذ المدونة، وهي: لجنة مشتركة بين الدولة والمجتمع المحلي، أو روابط واتحادات المجتمع المدني، أو اختيار لجنة تنفيذية لتطبيقها.

وفي تصريحات لمراسلة سانا، أوضح عضو لجنة صياغة المدونة جمعة خزيم أن المدونة تسعى لتعزيز التماسك المجتمعي ونبذ العنف وإعلاء العمل الصحفي الوطني فوق أي انتماءات، وتشكل الجسر الإعلامي لكل سوريا. وأشار إلى أن مشاركته في عمل المدونة بالقامشلي هدفت لإيجاد توافق على حد أدنى من المعايير الأخلاقية في ظل التحديات التي تمر بها البلاد.

الإعلامي في قناة الإخبارية السورية محي الدين عبد الرزاق رأى أن المدونة تضع الصحفيين والإعلاميين وصناع المحتوى والمؤثرين أمام مسؤوليات كبيرة، داعياً الإعلاميين لأداء عملهم بدراية ووعي كبيرين، للمساعدة في تحقيق السلم الأهلي والعدالة المجتمعية وإحقاق الحق في سوريا.

الإعلامية المستقلة لما علي نوهت بأهمية توقيت الإعداد للمدونة في هذه المرحلة المفصلية، وبأهمية فتح باب الاعتراض عليها، وأكدت على جعل المدونة مستقلة بالكامل وأن تقتصر على الصحفيين ومؤسسات المجتمع الأهلي، لأن وجود المدونة تحت مظلة وزارة الإعلام قد يؤثر على استقلاليتها.

وبين الإعلامي المستقل شاكر مقداد أن مشاركته في عمل المدونة في محافظته درعا هدفت لتثبيت روابط السلم والأمان وتعزيز التماسك، فالكلمة الإعلامية لها قدرة كبيرة على إيصال رسائل إيجابية. فيما أشارت طالبة الإعلام منى طاووز إلى أنها هدفت من مشاركتها في عمل المدونة بمحافظتها باللاذقية للتصدي لخطابَي الكراهية والتحريض، ونشر المبادئ الأخلاقية المهنية، مقترحةً إدراج فقرات من المدونة بالمناهج التعليمية.

يذكر أن اللجنة المكلفة بصياغة المدونة تشكلت في الـ 5 من آب الماضي، وأُطلقت أولى الورشات بدمشق في الـ 14 من أيلول الماضي، قبل أن تمتد إلى عدة محافظات سورية لجمع آراء الصحفيين حول أهمية الالتزام بالمدونة وتطويرها بما يتناسب مع الواقع الإعلامي المحلي.

مشاركة المقال: