الجمعة, 5 ديسمبر 2025 10:47 AM

فرنسا توجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لعضو سابق في المخابرات السورية

فرنسا توجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لعضو سابق في المخابرات السورية

أعلنت النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب في فرنسا، يوم الخميس، عن توجيه تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية لشخص موقوف، يشتبه في عمله سابقاً في مركز احتجاز تابع للاستخبارات السورية، حيث مورس التعذيب.

المشتبه به، المدعو "مالك ن"، وهو من مواليد محافظة حمص عام 1991 ومقيم في فرنسا، أُوقف يوم الثلاثاء.

بناءً على طلب النيابة العامة المختصة بالجرائم ضد الإنسانية، وجه قاضي التحقيق رسميًا، الخميس، تهمتي "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية" و"التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية" إلى المتهم، وتم وضعه رهن الحبس الاحتياطي، مع استمرار الأبحاث ضمن التحقيق القضائي المفتوح.

تعود جذور القضية إلى تشرين الأول 2020، عندما تلقى المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية إشعارًا بشأن شبهات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سوريا بين عامي 2010 و2013، مما دفع النيابة إلى فتح تحقيق أولي في حينه.

ذكرت النيابة في بيانها أن التحقيقات استهدفت "الأفعال التي يُحتمل" أن يكون المشتبه به قد ارتكبها بصفته عضوًا مفترضًا سابقًا في "الفرع 285" التابع للاستخبارات وأمن الدولة في دمشق.

يُصنّف الفرع 285، وفق الأمم المتحدة، ضمن "أسوأ مراكز الاحتجاز التابعة للمخابرات السورية" من حيث عدد الوفيات بين المعتقلين خلال النزاع المستمر منذ عام 2011. كما كان المعتقلون يُنقلون بانتظام إلى مستشفيات عسكرية قبل دفنهم في مقابر جماعية، وتم إدراج مدير الفرع على لائحة عقوبات الاتحاد الأوروبي منذ تموز 2012، بحسب النيابة.

وكانت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا التابعة لمجلس حقوق الإنسان قد وثّقت احتجاز "مئات السجناء" في قبو الفرع 285 في ظروف غير إنسانية، وحرمانهم من النظافة والرعاية الطبية.

كما أشارت تقارير إلى تعرّض المعتقلين للتعذيب بشكل منهجي وبأساليب مختلفة، وثّقتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" منذ تموز 2012، إضافة إلى توثيق حالات اغتصاب واعتداء جنسي خلال الاستجوابات داخل المركز.

ورحّبت النيابة العامة الفرنسية بما وصفته بـ"جودة وسلاسة" التعاون القضائي الدولي خلال التحقيق، ولا سيما مع ألمانيا والسويد وبلجيكا والنرويج وهولندا.

مشاركة المقال: