يحتفل المسيحيون في سوريا والمنطقة اليوم بعيد القديسة بربارة، الموافق الرابع من كانون الأول، والذي يحمل رمزية وجدانية عميقة. الأب إليان وهبة تحدث لـ "الثورة السورية" عن أهمية هذا العيد في جمع الناس واستعادة سيرة القديسة بربارة التي عاشت في القرن الثالث الميلادي، مؤكداً أنها آمنت بالسيد المسيح وتحدت أباها الوثني.
وأوضح الأب إليان أن ثبات القديسة بربارة على إيمانها جعلها ملجأ للباحثين عن المساعدة، مشيراً إلى أن الله كرمها بصنع العجائب، فكانت قريبة من الناس وحاضرة على أوجاعهم. وقد انتشر إكرامها بين المؤمنين الذين ألفوا الأناشيد والأغاني وسلقوا الحبوب وزينوها بالحلوى إكراماً لذكراها.
طقوس العيد تتجاوز العادات القديمة، فالسليقة (الحنطة المسلوقة) ترمز إلى قصة القديسة وتعبر عن الصبر والمحبة اللذين ميزا حياتها، وأصبحت جزءاً أساسياً من الاحتفال يتقاسمه الجميع كبركة ومحبة.
بطرس معوض تحدث عن جانب آخر من قصة هروب القديسة بربارة إلى حقل القمح، عندما أرادوا قطع رأسها، وكيف أشعلوا النار في الحقل بعد اكتشاف مكانها. فالحقل كان شاهداً على عذابها ومحاولات إخفاء إيمانها.
ويشير معوض إلى أن طقوس العيد تتضمن حفلات تنكرية يرتدي فيها الناس الأقنعة والأزياء متخفين، ويجوبون البيوت والطرقات، وتوزع الحلوى في كرنفال يمحو الفوارق. وعند المساء، يجتمع الناس لإشعال النار في الساحات كرمز لحقل القمح الذي اختبأت فيه القديسة.
وتتكرر هذه المشاهد في المدن والقرى، حيث تجتمع العائلات والأحياء حول نار واحدة للاحتفال بذكرى تحمل قيمة إنسانية. ويؤكد معوض أن المحبة تجمع السوريين رغم اختلاف طقوسهم ومعتقداتهم.
وفي ختام العيد، دعا الأب أن يبارك الله سوريا ويزيد المحبة والسلام والمودة بين كل أطياف الشعب السوري، لتبقى الأعياد رسالة خير تضيء درب الجميع نحو غد أكثر سلاماً ومودة. (أخبار سوريا الوطن2-الثورة السورية)