فادهفول يعترف بـ"تعلمه" من جدل اللاجئين السوريين ويكشف عن تحضيرات لزيارة أحمد الشرع إلى ألمانيا


أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فادهفول أنه "تعلّم" من النقاشات الداخلية الحادة التي أثيرت داخل حزبه بخصوص ملف اللاجئين السوريين. وفي مقابلة أجراها مع وكالة الأنباء البروتستانتية الألمانية (epd) قبيل حلول عيد الميلاد، أعرب فادهفول عن تفاؤله الحذر بشأن إمكانية إيجاد حلول لبعض النزاعات الدولية المعقدة، رغم تعقيدها.
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، شدد فادهفول على أن الجهود الجارية للتوصل إلى تسوية سلمية تبعث على الأمل، لكنه أكد أن القرار الحاسم لإنهاء الصراع يبقى في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصفه بـ"المعتدي"، مشيراً إلى أن إنهاء الحرب يتطلب إرادة واضحة من موسكو. وأشار الوزير الألماني إلى أن العام الحالي أظهر إمكانية احتواء أو تهدئة بعض الصراعات، حتى عبر وسائل غير تقليدية، مستشهداً بالتطورات في قطاع غزة والمساعي المكثفة لحل الأزمة الأوكرانية، مع إقراره بأن المخاطر لا تزال كبيرة.
تطرق فادهفول إلى ملف اللاجئين، مؤكداً أنه يرى في كل لاجئ "إنساناً يستحق التعاطف والرحمة"، لكنه أقر في الوقت نفسه بوجود حدود لقدرة ألمانيا على الاستيعاب وبالتحديات الناجمة عن الهجرة الكبيرة. وأوضح أن هذا التوازن الصعب كان أحد أسباب الجدل الذي أثارته تصريحاته حول صعوبة العيش بكرامة في سوريا حالياً، مشيراً إلى أن النقاش الداخلي الذي أعقب ذلك ساعده على فهم أعمق للمواقف المختلفة والوصول إلى نقاط مشتركة.
وشدد فادهفول على أن ترحيل مرتكبي الجرائم الخطيرة أو من يشكلون خطراً أمنياً لم يكن يوماً محل نقاش. وفي الوقت ذاته، تسعى الحكومة لتسهيل العودة الطوعية للاجئين، لا سيما لمن لم يتمكنوا من الاندماج في المجتمع الألماني ويعتمدون بشكل كامل على نظام الرعاية الاجتماعية، معتبراً أن تراجع تقبّل المجتمع لهذا الوضع أمر مفهوم.
وفي سياق الحديث عن عودة اللاجئين السوريين، أشار الوزير إلى أن توقيت وحجم العودة مرهون بتطور الأوضاع في سوريا، لافتاً إلى وجود مسار تهدئة وإعادة إعمار بدأ يتشكل هناك. وكشف فادهفول عن التحضير لزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى ألمانيا مطلع العام المقبل، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر لإعادة الإعمار وتأسيس مجلس اقتصادي ألماني–سوري. واعتبر أن دعم الاستقرار وإعادة البناء هو المسار الأهم لتشجيع العودة.
وفي سياق آخر، تطرق فادهفول إلى دور الدين في السياسة الخارجية، مؤكداً أن العديد من النزاعات في العالم لها خلفيات دينية، ما يفرض على صانعي القرار أخذ هذا البعد في الحسبان. وأكد أن حكومته تعتمد نهجاً مختلفاً من خلال إعادة الاعتبار لموضوع الدين وحرية المعتقد في العمل الدبلوماسي، مع رفضه لأي تصور عن "تديين" السياسة الخارجية الألمانية. وختم الوزير حديثه بالتأكيد على علاقته بالكنيسة البروتستانتية وأهمية حضور الصلوات بالنسبة له رغم ضغوط العمل.
سياسة دولي
سياسة دولي
سياسة دولي
سياسة دولي