التطبيل والنفاق السياسي: خطر يعزل القيادة ويزيف وعي المجتمع.. ومساران لمواجهته


يشير القاضي حسين حمادة إلى أن إتقان الخطاب النفاقي تجاه القيادة كان سمةً بارزةً لدى فئة من الأشخاص الذين اتخذوا هذا الأسلوب وسيلةً للتقرّب من المسؤولين. وقد استفاد هؤلاء من ميل أصحاب القرار إلى سماع ما يرضيهم ويعزّز شعورهم بالرضا الذاتي، حتى لو كان ذلك على حساب الحقائق والواقع الملموس.
لقد أسهم هذا النمط من الخطاب، على مرّ العقود، في إحداث أضرار مزدوجة: أولها تغييب المجتمع وتزييف وعيه، وثانيها إصابة المسؤول نفسه بما يُعرف بـ "داء العظمة". ونتيجة لذلك، يصبح المسؤول أسير صورة مصطنعة عن ذاته، محاطًا بهالة من المديح الكاذب، وينفصل تدريجيًا عن نبض الناس وحقيقة الأوضاع على الأرض.
ومع توفّر مناخ حالي قد يسمح بعودة هذا السلوك، تبرز مخاوف حقيقية من إعادة إنتاج ثقافة التطبيل وعودة أولئك الأشخاص بأساليب متجددة. هذا الوضع يفرض ضرورة قصوى للحذر، ليس فقط لحماية الوعي المجتمعي، بل أيضًا لصون المسؤول نفسه من الوقوع في عزلة مصطنعة تصنعها كلمات الثناء الزائف بدلاً من الحقائق الصادقة.
إن مواجهة هذه الظاهرة السلبية تتطلب اعتماد مسارين متكاملين: المسار الأول هو مسار مجتمعي، يقوم على خلق وعي عام يرفض هذا السلوك ويُقصيه أخلاقيًا من المجال العام. أما المسار الثاني فهو مسار قيادي، يلتزم بالابتعاد عن أهل التطبيل، ويفتح الأبواب للنقد الصادق، ويُخضع هذا السلوك للمساءلة، معتبراً إياه خطراً على النظام العام وليس دليلاً على الولاء. (المصدر: أخبار سوريا الوطن2 - صفحة الكاتب)
⚠️محذوفسياسة سوريا
سياسة سوريا
سياسة سوريا
سياسة سوريا