مركز مناهضة العنف ينتقد اعتقال عزازيل ديب وسامر عيسى في اللاذقية: تباين في الإجراءات القانونية وتأخير في عرضهما على القضاء

انتقد مركز مناهضة العنف والكراهية إجراءات اعتقال كل من الناشط الصحفي “عزازيل ديب” والدكتور “سامر عيسى” في اللاذقية، مبيناً أن التهم الموجهة لهما مشابهة للتهم التي وجهت للصحفي إياد شربجي، لكن مع اختلاف واضح في المعاملة القانونية المتبعة.

قضية إياد شربجي: اتهامات بالتحريض وإخلاء سبيل

أوقفت السلطات السورية الصحافي إياد شربجي أول أمس على خلفية فيديو له، وذلك بعد أيام من توقيف الناشط “عزازيل ديب” والدكتور سامر عيسى. وجاء احتجاز “شربجي” على خلفية اتهامات وجهها له المحامي وعضو مجلس الشعب “قيد التشكيل” رشيد عبد الجليل، وتضمنت اتهامات بالتحريض وإثارة النعرات الطائفية.

وكان “شربجي” قد رد في فيديو سابق على هذه الادعاءات، متطرقاً لما وصفها بالإساءات الحقيقية لإدلب، مشيراً إلى فيديو لصحفي قال فيه إنه بـ 1000 دولار يمكن الزواج بأربع نساء من إدلب، معتبراً ذلك إساءة للمحافظة. وقد أدان “هادي بازغلان”، محامي “شربجي”، قرار الاحتفاظ الصادر عن قاضي النيابة العامة، والذي بموجبه تم تمديد التحقيق مع موكله لمدة 24 ساعة في فرع أمن المعلوماتية، مشيراً إلى انعدام الأدلة التي تدينه أو تثبت تورطه بالادعاء المنسوب إليه. لاحقاً، أُخلي سبيل الصحفي “شربجي” بعد أن تمكن من توكيل محامٍ وتسنى له النقاش مع القاضي حول التهم الموجهة إليه.

اعتقال عزازيل ديب: 18 يوماً دون محامٍ أو قاضٍ

في اللاذقية، اعتقلت السلطات السورية الناشط الصحفي “عزازيل ديب” بعد يوم واحد من اعتصامات شهدها الساحل السوري تطالب بوقف الانتهاكات. وبحسب تقرير المركز، لم تتحول قضية “ديب” إلى تريند في سوريا نظراً لتحفظ العائلة على نشر أي معلومات عن توقيفه بسبب المخاوف المحيطة بهم.

وأكد مصدران مطلعان على القضية، أحدهما مقرب من العائلة والآخر في جهاز أمني، أن “ديب” موقوف في أحد الأجهزة الأمنية منذ 27 تشرين الثاني 2025، حيث اعتقلته قوة أمنية بالقرب من منزله في القرية. وعلى الرغم من مضي قرابة 18 يوماً على احتجازه، لم يتمكن “ديب” من توكيل محامٍ، كما لم يُعرض على قاضٍ للنظر في التهم الموجهة له، والتي ترتبط بفيديوهات ومنشورات له على مواقع التواصل الاجتماعي حول قضايا ذات شأن عام. ويُعرف “ديب” كناشط في اللاذقية ازداد حضوره في عام 2025، وينشر أخباراً وفيديوهات بعضها له علاقة بالسلم الأهلي.

الدكتور سامر عيسى: تعليق على فيسبوك وتأخير قضائي

وفي سياق منفصل، اعتقلت السلطات أيضاً الدكتور سامر عيسى على خلفية تعليق له على فيسبوك حول قضية رأي عام. وقال مصدر في مديرية صحة اللاذقية (فضل عدم الكشف عنه) إن الاعتقال جاء أثناء عمله في معاينة المرضى، وأن مديرية صحة اللاذقية لعبت دوراً سلبياً في هذه القضية وحركتها لأجل توقيفه.

وأفاد مصدر أمني مطلع (فضل عدم الكشف عن اسمه) لـ سناك سوري أن “عيسى” اعتقل وخضع للتحقيق ووُجهت له التهم، وسُمح لأسرته لاحقاً بتوكيل محامٍ تمكن من اللقاء به في مكان الاحتجاز. بالمقابل، لم يُعرض “عيسى” على قاضٍ رغم مضي أكثر من 10 أيام على احتجازه، على الرغم من تأكيد المصدر الأمني أنه سيعرض على القاضي قريباً. وقد اطلع مركز مناهضة العنف والكراهية على التهم الموجهة للدكتور “عيسى”، مشيراً إلى أنها تهم سيُخلى سبيله عليها أي قاضٍ بمجرد عرضه عليه، مما يثير التساؤل حول سبب تعطيل الإجراءات وتأخير عرضه على القاضي.

تأتي هذه التطورات في الوقت الذي أعلن فيه فراس غانم اعتزال المنشورات السياسية بعد اعتقال دام 50 يوماً.