تسريبات تكشف مبادرة أمريكية 'الفرصة الأخيرة' لدمج قسد: شروط عسكرية، تقاسم نفطي، ولا مركزية إدارية


هذا الخبر بعنوان "تسريبات عن مبادرة أمريكية لدمج "قسد".. شروط عسكرية ونفطية ولا مركزية كاملة" نشر أولاً على موقع hashtagsyria.com وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٨ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
كشف منشور للقيادي السابق في «هيئة تحرير الشام»، صالح الحموي، المعروف باسم «أسّ الصراع في الشام»، عن تفاصيل تتعلق بمبادرة أمريكية وُصفت بأنها «الفرصة الأخيرة» لدمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن بنية الدولة السورية الجديدة. تأتي هذه التفاصيل في سياق مفاوضات مستمرة بين الأطراف برعاية أمريكية.
وفقاً لما أورده الحموي، طرح المبعوث الأمريكي توماس باراك صيغة متكاملة تقضي بمنح قسد ثلاث فرق عسكرية كاملة ضمن الجيش السوري الجديد. وتؤكد المبادرة على عدم النظر إلى الخلفيات التنظيمية أو الأيديولوجية لعناصر هذه الفرق، سواء كانوا من المكوّن العربي أو من حزب العمال الكردستاني (PKK).
وتتضمن المبادرة أيضاً إخراج إحدى هذه الفرق خارج مناطق سيطرة قسد، لتكون مرافقة مباشرة لقوات التحالف الدولي في عمليات مكافحة الإرهاب، على أن تنتشر على خط (تدمر–الضمير–التنف). وتُفسّر هذه الخطوة، بحسب الرواية نفسها، بأنها تعكس تراجع ثقة التحالف بالسلطة السورية الحالية كشريك في هذا الملف.
في الشق الاقتصادي، تشير التسريبات إلى أن المبادرة تنص على تقاسم عائدات النفط والغاز، بحيث تحصل السلطة السورية على 50%، مقابل 50% لشركات أمريكية تدير حقلي العمر وكونيكو. ومن المقرر أن تحصل قسد على نسبة 17% من حصة شركة «شيفرون».
وقد اعتبرت قسد، وفقاً لما نقله الحموي، هذه الصيغة مجحفة بحقها، متسائلة عما يتبقى لها فعلياً من موارد المنطقة.
أما على المستوى الإداري، فتمنح المبادرة قسد لا مركزية إدارية كاملة في مناطق سيطرتها، مع حرمان دمشق من تعيين أي موظف إداري أو التدخل في الشؤون المحلية لتلك المناطق.
يروي الحموي أن رئيس السلطة الانتقالية، أحمد الشرع، رفض الصيغة المطروحة، معتبراً أنها ستؤدي إلى انقلاب قاعدته عليه داخلياً. واقترح الشرع بديلاً يقضي بالسماح بدخول فرقة واحدة تابعة له إلى شرق الفرات، مقابل الموافقة على بقية البنود. إلا أن قسد، بحسب المنشور، رفضت هذا المقترح بشكل قاطع.
ويؤكد الحموي أن المفاوضات ما تزال مستمرة ضمن هذا الهامش، مع احتمال إدخال تعديلات، لكنه شدد على أن قسد «لن تذوب كأفراد» داخل الجيش السوري الجديد، وأنها ستتمسك باللا مركزية وبحصة من الموارد.
يرى مراقبون للشأن السوري أن هذه التسريبات، بغض النظر عن دقتها الكاملة، تعكس ملامح عامة للمسار التفاوضي القائم. ويشير هؤلاء إلى أن المواقف الأمريكية الإيجابية تجاه الشرع وسلطته تأتي ضمن مقاربة أوسع لإدارة مرحلة انتقالية في سوريا، مع وجود تباين في الرؤى بين واشنطن وتل أبيب حول قيادة مسار التغيير، دون وصول ذلك إلى حد الصدام.
كما يجمع خبراء على أن قسد لن توافق على الاندماج الكامل إلا بشروطها الأساسية، وفي مقدمتها الحفاظ على بنيتها العسكرية وعدم التفكك كأفراد داخل الجيش الجديد، إضافة إلى عدم تسليم كامل ملف النفط والغاز.
وفي المقابل، يستبعد مراقبون أن تقدم السلطة السورية على شن معركة شاملة ضد قسد، مرجحين أن تقتصر أي تحركات عسكرية محتملة على مناوشات محدودة على خطوط التماس، في حال اضطرت دمشق إلى التعامل مع ضغوط إقليمية، ولا سيما من الجانب التركي.
وفي ظل غياب أي إعلان رسمي من الأطراف المعنية، تبقى هذه التسريبات جزءاً من مشهد تفاوضي معقد، تتحكم به حسابات إقليمية ودولية تتجاوز حدود الأطراف السورية نفسها.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة