حملة أمنية سورية واسعة النطاق لضبط تهريب السلاح إلى لبنان وتفكيك شبكات تغذي حزب الله


هذا الخبر بعنوان ""لخنق حزب الله".. تحرك أمني سوري لضبط شبكات تهريب السلاح إلى لبنان" نشر أولاً على موقع hashtagsyria.com وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٨ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تشهد الحدود السورية-اللبنانية حملة أمنية سورية مكثفة تهدف إلى مكافحة تهريب الأسلحة. وتؤكد السلطات السورية أن هذه الإجراءات تأتي في سياق حماية الأمن الوطني، بعيداً عن أي تجاذبات إقليمية. وكشفت مصادر مطلعة لموقع "إرم نيوز" أن الأجهزة الأمنية السورية تنفذ منذ أسابيع عمليات منظمة لتعطيل قنوات نقل السلاح التي يستفيد منها تنظيم "حزب الله" اللبناني. وأوضحت المصادر أن الإعلانات المتفرقة عن عمليات ضبط الشحنات ليست سوى جزء يسير من حملة أوسع نطاقاً تسعى لتفكيك شبكات التهريب التي ازدهرت خلال سنوات الحرب، مستغلة الفراغ الأمني والطبيعة الجغرافية المعقدة للحدود.
في إطار هذه الإجراءات، نجحت وحدات الأمن الداخلي في منطقة الزبداني بريف دمشق في إحباط محاولة نقل شحنة أسلحة وصفت بالكبيرة، كانت معدة للعبور إلى لبنان. وذكرت وزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية أن هذه العملية جاءت بعد مراقبة دقيقة لتحركات المشتبه بهم، وتكللت بتنفيذ كمين أمني في بلدة سرغايا القريبة من الحدود. وأظهرت المعاينة الأولية أن الشحنة المضبوطة احتوت على أعداد كبيرة من القذائف المضادة للدروع، جرى إخفاؤها بعناية في مواقع مخصصة بانتظار تهريبها عبر مسارات غير رسمية.
وفقاً لمصدر أمني، لا تعتمد شبكات التهريب على خط واحد، بل تستخدم مسارات متوازية. يمر أحد هذه المسارات عبر مناطق القلمون الغربي وريف دمشق، انطلاقاً من بلدات حدودية مثل يبرود والزبداني وسرغايا، وصولاً إلى الداخل اللبناني، مستفيدة من الطبيعة الجبلية وتشابك التجمعات السكنية على جانبي الحدود. في المقابل، ينطلق مسار آخر من ريف حمص الغربي، وتحديداً من منطقة القصير، التي شكّلت خلال السنوات الماضية نقطة ارتكاز لوجستية. وتستخدم الشبكات هناك وسائل نقل خفيفة وغير لافتة، بما في ذلك دراجات نارية ومركبات مدنية، لتقليل فرص الاكتشاف. وأوضح المصدر أن هذه الشبكات تعمل بأسلوب الحلقات المنفصلة، حيث تقتصر معرفة كل مجموعة على مهمتها المحددة، وهو ما صعّب تعقبها في مراحل سابقة.
تشير المعلومات إلى أن كشف هذه الشبكات لم يكن نتيجة تحرك مفاجئ، بل ثمرة مراقبة طويلة الأمد، شملت تتبع تحركات الأشخاص، ورصد مواقع تخزين، وربط بيانات من أكثر من محافظة. ولفت المصدر إلى أن توقيت تنفيذ الكمائن كان يتم عند اقتراب الشحنات من مرحلة العبور، وهي المرحلة الأكثر حساسية في عمليات التهريب.
أظهرت المضبوطات الأخيرة تنوعاً لافتاً في نوعية الأسلحة، شملت قذائف مضادة للدروع، وألغاماً مزودة بصواعق، وصواريخ مضادة للمدرعات، إضافة إلى صواريخ قصيرة المدى. وأشار المصدر إلى أن جزءاً من هذه الأسلحة يعود إلى مخازن قديمة جرى تفكيكها بعد سقوط النظام السابق، بينما يعود الجزء الآخر إلى مستودعات أنشأتها مجموعات مسلحة مرتبطة بإيران وحزب الله خلال السنوات الماضية. وأضاف أن بعض القطع تحمل دلائل على تجهيزها للاستخدام السريع، ما يشير إلى أنها لم تكن معدة للتخزين طويل الأمد.
كشفت التحقيقات أن عدداً من المتورطين لعبوا دور الوسيط، مستفيدين من علاقاتهم الاجتماعية ومعرفتهم بالمنطقة، لتأمين الغطاء اللوجستي لعمليات النقل. وأكد المصدر أن استهداف هذه الحلقة أسهم في إسقاط شبكات كاملة، وليس فقط ضبط شحنات منفردة.
بالتوازي مع هذه العمليات، رفعت السلطات السورية مستوى الانتشار الأمني على طول الحدود الغربية، عبر زيادة نقاط المراقبة، تكثيف الدوريات، وإعادة تنظيم الوحدات المختصة بمكافحة التهريب، إلى جانب تعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية ووزارة الدفاع. وأكد المصدر أن أي محاولة لنقل السلاح خارج إطار الدولة باتت تُصنف كقضية أمنية خطرة، ويتم التعامل معها على هذا الأساس.
في ظل التزام "حزب الله" الصمت حيال هذه التطورات، ترى المصادر أن الرسالة السورية باتت واضحة: الحدود لم تعد مفتوحة، ومرحلة التغاضي عن نشاط شبكات التهريب وصلت إلى نهايتها.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة