أعباء متزايدة: مزارعو الأشجار المثمرة في السويداء يواجهون تحديات الإنتاج والتسويق


هذا الخبر بعنوان "تكاليف الإنتاج تُرهق كاهل مزارعي الأشجار المثمرة في السويداء" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٩ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
يواجه مزارعو الأشجار المثمرة في محافظة السويداء سلسلة من التحديات المتراكمة التي تثقل كاهلهم وتثير قلقهم المستمر، وذلك بسبب الأعباء المادية الكبيرة التي يتكبدونها لضمان نجاح مواسمهم الزراعية.
أكد عدد من الفلاحين لـ"الحرية" أن الارتفاع المتواصل في تكاليف الإنتاج بات يشكل هاجسهم الأكبر، خاصة بعد أن تجاوزت هذه التكاليف أسعار بيع منتجاتهم. فعلى سبيل المثال، وصلت أجرة ساعة الفلاحة باستخدام العزاقة إلى 30 ألف ليرة سورية. يضاف إلى ذلك الارتفاع المستمر في أسعار المبيدات الحشرية، حيث بلغ سعر الليتر الواحد من بعضها حوالي 100 ألف ليرة، مع وجود أنواع أخرى تتجاوز أسعارها هذا الرقم.
كما تشكل أجور نقل المنتج من الحقول إلى منافذ التسويق عبئاً قياسياً، إذ يتقاضى أصحاب السيارات مليون ليرة سورية عن النقلة الواحدة، بالإضافة إلى أجور القطاف والتقليم. ولم يغفل الفلاحون مشكلة ارتفاع أسعار الأسمدة وعدم توفرها بالشكل الأمثل في المصرف الزراعي، مما اضطرهم لشرائها من السوق المحلية بأسعار تفوق قدرتهم المادية. وقد أدى ذلك إلى عجز الكثيرين عن شرائها لعدم توافر السيولة المالية لديهم، ما ترك أشجارهم دون تسميد، وهي كارثة حقيقية ستؤدي حتماً إلى تراجع الإنتاج وتكبد الفلاحين خسائر مادية فادحة.
ولا تقتصر معاناة المزارعين على الجانب المادي، فالعديد من الأشجار المثمرة، مثل التفاح والكرمة واللوزيات، تتأثر بشكل مباشر بالتساقطات الثلجية، خاصة تلك التي يعقبها الصقيع الشتوي، والذي يترافق لاحقاً بالصقيع الربيعي. يتزامن هذا الأخير غالباً مع فترة الإزهار، مما يؤدي إلى تساقط الزهر وتراجع إنتاجية هذه الأشجار.
وأشار الفلاحون إلى مشكلة أخرى تؤرقهم، وهي خلو المحافظة من جمعيات تسويقية متخصصة بمنتجات الأشجار المثمرة. هذا الوضع جعل عملية التسويق حكراً على التجار والسماسرة، مما انعكس سلباً على المردود المالي للفلاحين.
من جانبه، أوضح الخبير بالشؤون الزراعية في السويداء، الدكتور بيان مزهر، لـ"الحرية" أن تكاليف إنتاج الأشجار المثمرة، في ظل ارتفاع مستلزماتها، باتت تفوق أثمان المبيع. وأضاف أن المساحات المزروعة بالأشجار المثمرة في المحافظة، والتي تشمل التفاح والكرمة واللوز والزيتون وغيرها، تصل إلى حوالي 50 ألف هكتار. ويتم تسويق هذه المنتجات ضمن الأسواق المحلية فقط، نظراً لانعدام المنافذ التسويقية الخارجية.
ولفت الدكتور مزهر إلى أن زراعة الكرمة والتفاح تنتشر بكثرة في مناطق مثل ظهر الجبل وسالة وعرمان والكفر ومياماس وسهوة الخضر، وهذه الزراعات بعلية تعتمد بشكل أساسي على مياه الأمطار.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي