سوريا تستثمر مليارات الدولارات لاستعادة بريقها السياحي بعد رفع العقوبات


هذا الخبر بعنوان "بعد رفع العقوبات عنها.. سوريا تسعى لاستعادة بريقها السياحي بمشاريع بمليارات الدولارات" نشر أولاً على موقع worldnews-sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٠ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
قبل عام 2011، كانت السياحة تشكل أحد الروافد الأساسية للدخل القومي في سوريا، حيث استقبلت البلاد ما يقارب 8 ملايين سائح سنوياً لزيارة مواقعها التراثية والساحلية. إلا أن الصراع الذي شهدته البلاد أدى إلى تدمير واسع النطاق للعديد من الفنادق والمواقع الأثرية، وتراجع حاد في الإقبال السياحي نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية وفقدان السيطرة على مناطق واسعة.
وفقاً لبيانات النظام السابق الصادرة في عام 2019 حول تأثير الحرب على القطاع السياحي، خرجت 1468 منشأة سياحية عن الخدمة، منها 365 فندقاً و1103 مطاعم. كما تعرضت 403 منشآت سياحية لأضرار كلية أو جزئية. تحولت المواقع الأثرية في دمشق وحلب وتدمر، التي كانت وجهات سياحية بارزة في الشرق الأوسط، إلى ساحات مهجورة تتطلب استثمارات ضخمة لإعادة تأهيلها.
مع التغيرات الأخيرة، بدأت الحكومة السورية في تنفيذ خطة طموحة لاستعادة السياحة الدولية وجذب شركات السفر مجدداً إلى السوق السورية، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات لإعادة تأهيل المواقع الأثرية.
على الرغم من غياب البيانات الرسمية الدقيقة، تشير المؤشرات إلى عودة تدريجية للسياحة إلى سوريا بحلول عام 2025، مدعومة بالإقبال على المواقع الدينية، خاصة من دول الجوار. كما تجري مفاوضات مع شركات دولية للترويج للمقصد السياحي السوري من جديد.
تعتبر عودة سوريا إلى النظام المالي الدولي بعد رفع العقوبات الاقتصادية وإعادة تفعيل نظام “سويفت” في التحويلات المالية عاملاً حاسماً في زيادة الإقبال السياحي، نظراً لتسهيل التعاملات المالية مع الجهات الخارجية. يمثل انتعاش القطاع السياحي محركاً رئيسياً لنمو الاقتصاد السوري، لقدرته على توفير فرص عمل سريعة ودعم الموازنة العامة بالعملة الأجنبية، مما يسهم في استقرار سعر صرف الليرة السورية.
أكد وزير السياحة السوري مازن الصالحاني أن قرار إلغاء قانون قيصر يمثل نقطة تحول تاريخية تصحح مسار العدالة الدولية وتفتح آفاقاً واسعة أمام الاقتصاد الوطني. وأشار الصالحاني إلى أن “القطاع السياحي كان ولا يزال الأسرع تعافياً بعد التحرير، وقد أثبت قدرته على النهوض خلال العام الأول”.
كما أوضح أن رفع القيود الخارجية سيسهم في توسيع نطاق العمل لجذب الاستثمارات وتسهيل حركة الوفود السياحية، مما يعزز حضور سوريا على خريطة السياحة الإقليمية والدولية. وأكد أن سوريا تتقدم بثبات وثقة نحو إعادة بناء قطاع سياحي قادر على المنافسة إقليمياً ودولياً، وأن إزالة المعوقات أمام حركة الاستثمار والسياحة ستشكل دعامة إضافية لهذا المسار.
في شهر آب الماضي، أعلن وزير السياحة السوري مازن الصالحاني عن خطة لإطلاق نحو عشرة مشاريع سياحية كبرى في مناطق سورية متعددة، مؤكداً أن مذكرات التفاهم الخاصة بهذه المشاريع دخلت حيز التنفيذ.
من بين هذه المشاريع، بدأ العمل في مشروع مجمع وفندق “غاليري الحجاز دمشق” بالقرب من محطة الحجاز التاريخية. يمتد المشروع على مساحة إجمالية تتجاوز 45 ألف متر مربع، ويضم 181 غرفة فندقية و17 جناحاً، بالإضافة إلى جناح رئاسي وقاعة مؤتمرات.
وأضاف وزير السياحة السوري أن تنفيذ المشروع سيتم على مرحلتين: المرحلة الأولى تتضمن افتتاح المول التجاري والمطاعم خلال 12 شهراً، بينما تشمل المرحلة الثانية افتتاح الفندق بكامل غرفه وأجنحته خلال 24 شهراً. ومن المتوقع أن يوفر المشروع أكثر من 1500 فرصة عمل خلال مرحلة البناء، ونحو 600 فرصة عمل مباشرة عند التشغيل، مما يجعله وجهة متكاملة تدعم القطاعين السياحي والخدمي وتعزز النشاط الاقتصادي في المنطقة.
وقعت وزارة السياحة السورية عقوداً استثمارية بقيمة 1.5 مليار دولار، ضمن خطتها لدعم البنية السياحية وتعزيز جاذبيتها للاستثمارات. شملت العقود استثمار فندق “البوابات السبع – الشيراتون سابقاً” من قبل شركة “لوبارك كونكورد”، بميزانية تقديرية لإعادة تأهيله تتراوح بين 60 و65 مليون دولار.
وأشار وزير السياحة السوري إلى أن إجمالي الاستثمارات السياحية الموقعة، سواء عبر عقود مباشرة أو مذكرات تفاهم، يبلغ نحو 1.5 مليار دولار. وتشمل هذه الاستثمارات تطوير منشآت سياحية قائمة، وإنشاء فنادق ومنتجعات ومدن ترفيهية، بالإضافة إلى مشاريع لتأهيل المناطق التاريخية.
كما وقعت وزارة السياحة مذكرة تفاهم مع الشركة السورية الدولية القابضة للتأمين “SIDH” والشركة الدولية القابضة للتأمين “IDH”، التابعتين لمجموعة إنفنتشر، لتنفيذ مشروعين ضخمين لتطوير المدن بتكلفة إجمالية قدرها 8 مليارات دولار. وهما مشروع “بوابة دمشق” ومشروع “بوابة المشرق اللاذقية”، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع تأهيل الطرق والبنية التحتية في عدة مناطق.
وخلال الشهر الماضي، وقعت هيئة الاستثمار السورية مذكرة تفاهم مع شركة “أجدان” السعودية للتطوير العقاري لإقامة مشروع سياحي في دمشق. تتضمن المذكرة البدء بدراسة جدوى لمشروع سياحي متعدد الاستخدامات على مساحة تقارب 800 ألف متر مربع في دمشق.
تأتي هذه الخطوات في إطار خطة الحكومة السورية للتوسع في تنفيذ المشروعات السياحية والسكنية لتوفير الغرف الفندقية المؤهلة لاستقبال السياح، حيث أعلنت هيئة الاستثمار السورية عن الحاجة إلى تنفيذ 100 ألف وحدة سكنية موزعة على مختلف المحافظات.
وفقاً لبيانات الحكومة السورية، يحتاج القطاع السياحي إلى مشاريع جديدة تتضمن إنشاء 25 ألف غرفة فندقية، في حين لا يتوفر حالياً سوى نحو 4 آلاف غرفة فقط. وفي هذا السياق، تم الإعلان عن مشروع أبراج دمشق الذي يضم 20 ألف شقة سكنية، وتنفذه شركة أوباكو الإيطالية وشركة يوباكو السورية، بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والمؤسسة العامة للإسكان.
تتوزع الشقق السكنية بالمشروع على أكثر من 60 برجاً متكاملاً يبلغ ارتفاع كل منها 25 طابقاً، باستثناء 4 أبراج بارتفاع 45 طابقاً، ويضم المشروع 720 مصعداً بانورامياً موزعة على الأبراج. تقدر تكلفة المشروع بنحو 2.5 مليار يورو، ومن المتوقع أن يوفر أكثر من 200 ألف فرصة عمل، منها 100 ألف أثناء البناء و100 ألف دائمة للتشغيل والصيانة.
ولتعزيز الربط الجوي، وقعت الحكومة السورية مذكرة تفاهم استثمارية لتطوير مطار دمشق الدولي باستثمارات تصل إلى 4 مليارات دولار.
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد