مستقبل "قسد" على المحك: ضغوط دولية ومواقف متباينة قبيل انتهاء مهلة الاندماج


هذا الخبر بعنوان "تصريحات متباينة وضغوط دولية.. سباق اللحظة الأخيرة حول دمج "قسد"" نشر أولاً على موقع hashtagsyria.com وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٠ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في ظل المشهد السوري المعقد وتداخل المصالح الإقليمية والدولية، تتجه الأنظار نحو مستقبل قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مع اقتراب الموعد النهائي لاتفاق العاشر من آذار. تتصاعد التصريحات حول شكل وحدود اندماج "قسد" في مؤسسات الدولة السورية، وسط ضغوط دولية ومواقف متباينة من الأطراف المعنية، في مسعى من العواصم المؤثرة لتجنب أي تصعيد أمني جديد في شمال شرقي البلاد.
من جانبه، أكد وزير الدفاع التركي يشار جولر، اليوم السبت، أن دمج "قسد" في الجيش السوري يجب أن يتم بشكل فردي وليس ككيان أو وحدة مستقلة، مشدداً على أن أي صيغة أخرى لا يمكن اعتبارها اندماجاً حقيقياً. وأشار جولر إلى استعداد بلاده للتعامل مع جميع السيناريوهات بعد انتهاء المهلة الرسمية لاتفاق العاشر من آذار مع نهاية العام الحالي.
وفي أول تعليق على التسريبات المتعلقة بهذا المقترح، صرح قائد "قسد"، مظلوم عبدي، في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الجمعة، بأن نهاية هذا العام تمثل بداية وليست نهاية لقواته، مؤكداً أن عام 2026 سيكون بداية جديدة لـ "قسد" وستشهد إنجاز قضايا مهمة تخدم الشعب وتثبت حضور القوات. تأتي هذه التصريحات في وقت أفادت فيه مصادر مطلعة بأن دمشق قدمت مقترحاً مكتوباً يتضمن موافقتها على ضم "قسد" للجيش السوري على شكل ثلاث ألوية وفرق، مع إشارة إلى زيارة مرتقبة لوفد من "قسد" إلى دمشق قريباً.
وعلى الصعيد الروسي، صرح وزير الخارجية سيرغي لافروف بأن دعم الولايات المتحدة للانفصال في شمال شرق سوريا يشكل "قنبلة موقوتة". وأوضح لافروف في مقابلة مع مؤسسة "إذاعة وتلفزيون إيران" الإعلامية أن الأمريكيين يحتفظون بمنطقة تحت سيطرة "قسد" ويدفعون نحو تعزيز النزعة الانفصالية، معتبراً أن هذه العملية مستمرة وتشكل قنبلة موقوتة أخرى، ومشدداً على أهمية بدء حوار وطني شامل كان مفقوداً في سوريا طوال فترة حكم بشار الأسد.
ومن المقرر عقد اجتماع بين الحكومة السورية و"قسد" لتنفيذ الاتفاق الموقع في 10 مارس/ آذار الماضي قبل نهاية العام، وذلك بعد تدخل أميركي وفرنسي. وأفاد مصدر رفيع المستوى في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أمس الجمعة، بأن القضايا العسكرية سيتم حلها بموافقة الحكومة السورية لتجنب أي أضرار للمدنيين، بعد توقف التنفيذ لأربعة أشهر بسبب رفض "قسد" اندماج قواتها في الجيش السوري.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر سورية وكردية وغربية لوكالة "رويترز" أن مسؤولين سوريين وأكراداً وأميركيين يسعون جاهدين لإظهار تقدم في اتفاق متعثر لدمج القوات الكردية مع الدولة السورية قبل المهلة المحددة بنهاية العام. وأشارت المصادر، نقلاً عن "الشرق الأوسط"، إلى تسارع المناقشات في الأيام القليلة الماضية رغم تزايد الإحباط من التأخير، محذرة من أن تحقيق انفراجة كبيرة أمر غير مرجح.
وأفادت خمسة مصادر بأن الحكومة السورية الانتقالية أرسلت مقترحاً إلى "قسد" التي تسيطر على شمال شرقي البلاد، حيث عبرت دمشق عن انفتاحها على إعادة تنظيم مقاتلي "قسد" البالغ عددهم نحو 50 ألف مقاتل، في ثلاث فرق رئيسية وألوية أصغر، شريطة تنازل "قسد" عن بعض سلاسل القيادة وفتح أراضيها لوحدات الجيش السوري الأخرى. وقللت عدة مصادر من احتمالات التوصل إلى اتفاق شامل في اللحظات الأخيرة، مشيرة إلى الحاجة لمزيد من المحادثات. ومع ذلك، صرح مسؤول في "قسد" بأنهم "أقرب إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى".
وقال مسؤول غربي ثانٍ إن أي إعلان في الأيام المقبلة سيكون هدفه جزئياً "حفظ ماء الوجه" وتمديد المهلة والحفاظ على الاستقرار في دولة لا تزال هشة. وتوقعت معظم المصادر ألا يرقى أي شيء تفرزه هذه المساعي إلى مستوى الاندماج الكامل لـ "قسد" في الجيش ومؤسسات الدولة الأخرى بحلول نهاية العام، وهو ما نص عليه الاتفاق التاريخي المبرم في 10 مارس (آذار).
وقبل أسبوع، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن زيارة أجراها قائد القوات البرية التركي الفريق أول متين توكال إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة ورئيس الأركان السوري علي نور الدين النعسان. وجاءت هذه الزيارة بعد أسبوع من زيارة مماثلة أجراها رئيس الأركان التركي الفريق أول سلجوق بيرقدار أوغلو إلى دمشق.
سوريا محلي
اقتصاد
سوريا محلي
سوريا محلي