الدولار يتراجع في سوريا: الأسعار لا تزال صامدة وكأنها لا تسمع!


هذا الخبر بعنوان "الدولار نزل.. لكن الأسعار تحتاج سماعات “بو نايف”" نشر أولاً على موقع snacksyrian وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
على عتبة أحد المتاجر الكبرى، وبجوار ثلاجة تعرض عصائر لا يشتريها أحد إلا للمشاهدة، وقف رجل خمسيني يحمل في يده ورقة مئة دولار، يتأملها وكأنها تطرح عليه سؤالاً: هل أصرف الآن أم أنتظر قليلاً؟
وفي تقرير لـ سناك سوري – رحاب تامر، تجرأ الرجل على سؤال صاحب المحل عن سعر الدولار اليوم، فأجابه الأخير دون اكتراث: «لقد انخفض اليوم ليصبح 11 ألفاً و200 ليرة بدلاً من 12 ألفاً».
هنا، حك الرجل رأسه في حيرة، نظر إلى داخل المحل، ثم عاد لينظر إلى ورقته الخضراء، وكأنه ينتظر منها إشارة أو وحياً، أو حتى إشعاراً من المصرف المركزي يرشده إلى القرار الصائب: هل يصرف أم لا يصرف، أم يجرب حظه؟
وبينما كانت ورقة المئة دولار تستحوذ على تفكيره، دخلت شابة وقالت باقتضاب شديد: «باكيت دخان». صاحب المحل، الذي كان قبل لحظات يتحدث عن «انخفاض» تاريخي في سعر الصرف، أجاب بلا تردد: «9000 ليرة».
توقفت الصبية لحظة، ونظرت إليه نظرة من سمع هذا الحديث من قبل، وسألت: «ألم ينخفض سعر الدولار اليوم؟». رد صاحب المحل بحزم: «لقد انخفض، لكن الدخان لا ينخفض».
تبدو الأسعار بحاجة إلى أن تقتنع بانخفاض سعر الدولار، لكن لا أحد يحاول إقناعها بذلك! وهنا، ولأول مرة، يتضح أن الدخان في سوريا ليس مجرد سلعة، بل هو موقف ثابت وراسخ، لا يتأثر بتقلبات الدولار، ولا يبالي بالأخبار الاقتصادية، ولا يندرج ضمن حسابات التفاؤل المؤقت.
الرجل صاحب المئة دولار كان ما يزال واقفاً على الباب، سمع الحوار، نظر إلى الصبية، ثم إلى صاحب المحل، ثم إلى ورقته الخضراء، وقال بجملة بدت كخلاصة وطنية: «يعني الدولار انخفض... لكن الأسعار لا تزال ثابتة في مكانها؟». ابتسم صاحب المحل ابتسامة من أرهقه كثرة الشرح، وقال: «لقد انخفض، لكن ليس إلى هذا الحد».
غادرت الصبية وهي تحمل باكيت الدخان، وغادر الرجل وما زال يحمل ورقة المئة دولار، وبقيت الأسعار في مكانها، ترتفع وتنخفض وفقاً لمزاج البائع، وكأنها بحاجة إلى أن تقتنع بانخفاض سعر الدولار، لكن لا أحد يحاول إقناعها بذلك!
سياسة
اقتصاد
ثقافة
سياسة