علاء أبو فخر: حرفة ترميم السجاد في السويداء.. إحياء للتراث وتخفيف للأعباء الاقتصادية


هذا الخبر بعنوان "علاء أبو فخر.. يمنح السجاد فرصة جديدة للحياة في السويداء" نشر أولاً على موقع snacksyrian وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
يُعيد علاء أبو فخر (38 عاماً)، المنحدر من قرية ريمة اللحف بريف السويداء، الحياة للسجاد العربي بمهارة فنية عالية، حيث يسعى من خلال ترميمه إلى تخفيف الأعباء الاقتصادية عن الأهالي، وضمان بقاء السجاد صالحاً لفرش المنازل لفترات طويلة، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في أسعاره وصعوبة استبداله بقطع جديدة.
علاء، الذي اكتسب خبرته في معمل السجاد الآلي قبل أقل من عشر سنوات، صرّح لـ"سناك سوري" بأنه وجد متعة خاصة في التعامل مع السجاد. ويعتبر نفسه محظوظاً لتعلمه كيفية معالجة أعطال وعيوب الأنوال، وتصحيح الخلل باستخدام الإبرة والخيط العربي، ليُكمل بذلك صورة السجادة كلوحة فنية متناغمة الألوان ومتناسقة في الحبكة والنسيج.
ويضيف أبو فخر أن تعلم الخطوات الأولى لترميم السجاد لم يكن صعباً بقدر ما كان دقيقاً، وقد تابعها باهتمام بالغ مع معلمه الذي كان له الفضل في إتقانه لهذه الحرفة. ومع الممارسة، أدرك أهمية هذا العمل في إطالة عمر السجادة أو أي قطعة مصنوعة على النول، من خلال زراعة الصوف وحبكه، وتصحيح العيوب اللونية أو أي خلل قد تتعرض له القطعة. وقد بات هذا العمل حاجة ملحة اليوم في ظل الظروف الاقتصادية وارتفاع أسعار السجاد العربي، مما جعل الحصول عليه أمراً نادراً.
باشر الشاب عمله بمساعدة كل من يطلب ترميم سجاد عربي، أو قطع صُنعت في معمل سجاد السويداء المعروف بجودته على مدى عقود. وكان يعمل خارج أوقات الدوام الرسمي، حيث يزور الزبائن في منازلهم لإجراء الإصلاحات، بينما يحضر بعضهم عدة قطع إلى ورشته لترميمها وتجهيزها لفرشها خلال موسم الشتاء، والاستفادة منها في التدفئة.
ووفقاً لأبو فخر، فإن بداية موسم الشتاء لهذا العام كانت مختلفة، إذ ازداد الطلب على حرفته، ووصلته عدة قطع بحاجة للترميم. وقد لبّى حاجات الأهالي بأجور مقبولة، مؤكداً أنها لا تُقارن بتكلفة شراء قطع جديدة باهظة الثمن، ولا تؤمّن الدفء المطلوب في هذه المحافظة الجبلية.
ويُشير إلى أن انتقاله مؤخراً إلى ورشة في حي النهضة بالمدينة، ساهم في تواصل عدد أكبر من الزبائن معه. إذ ترد إليه معظم الأيام قطع لا يرغب أصحابها بالاستغناء عنها، ويحاول قدر الإمكان تلبية هذه الرغبة عبر إيجاد قطع مناسبة تنسجم مع لون السجادة وتصميمها، مستخدماً مهارات متعددة في الإصلاح تُضيف جمالاً للقطعة، وتحافظ على رونق الصوف العربي وجماله، لتبقى صالحة لتزيين المنزل.
يتنقّل أبو فخر بشكل شبه يومي من قريته إلى ورشته باستخدام النقل العام، وفي حال طلب أحد الزبائن خدمته، ينتقل حاملاً بعض مستلزمات العمل، بجهد ومتعة كبيرين. وذلك لقناعته بأن هذه الحرفة تناسبه، وتمثّل فرصته الوحيدة لتحسين دخله في ظل تراجع الأوضاع الاقتصادية وما يترتب عليها من مسؤوليات.
ويؤكد أن معالجة الصوف العربي والسجاد بنقوشه عمل دقيق يحتاج إلى هدوء وتركيز، كونه جزءاً من مشروع فني يجب أن يكتمل دون أخطاء، نظراً لأهمية القطعة بالنسبة لأصحابها، الذين غالباً لا يرغبون بإحالتها إلى "التقاعد"، إما لأسباب اقتصادية أو لكونها إرثاً عائلياً يحمل الكثير من الذكريات. ويُشدد على أن إعادة ترميمها تمثّل إحياءً لهذه الذكرى، وهي مهارة يعتز بها ويفرح من خلالها بخدمة أهله ومساعدتهم.
ويضيف أن لهذا العمل موسماً يتركز في بداية الشتاء، مع حاجة الأهالي للتدفئة، إضافة إلى نهاية الموسم حيث تكثر أعمال التعديل والتنظيف. وقد يمر أحياناً بحالة ركود، لذلك، تدرب أيضاً على ترميم الموكيت المستخدم بكثرة في فرش المنازل، حيث يتعامل معه بطريقة مختلفة تتطلب غالباً استخدام قطع للترقيع بأسلوب فني لا يظهر أثر الإصلاح أو يبدو نشازاً عن باقي القطعة، وينصح الأهالي بالاحتفاظ بقطع صغيرة من الموكيت لأهميتها في حال حدوث حرق أو اهتراء.
وفي ختام حديثه، يذكر أبو فخر أنه قام بترميم سجادة يزيد عمرها على 65 عاماً، وتعلّم من هذه التجربة الكثير، مؤكداً أن السجاد المصنوع من الصوف العربي ثروة لا يجب التهاون بها أو تركها عرضة للرطوبة والغبار، فهي إلى جانب الدفء تتمتع بجمال يضفي على المنزل مظهراً أنيقاً.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي