تشات جي بي تي يتخطى حدود الدردشة: رؤية OpenAI لتحويله إلى نظام تشغيل متكامل


هذا الخبر بعنوان "“تشات جي بي تي”.. من تطبيق دردشة إلى نظام تشغيل متكامل" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في ظل التشتت الرقمي الذي يواجهه المستخدمون يوميًا، حيث تتوزع المهام بين شاشات وتطبيقات متعددة، من الكتابة في تطبيق إلى البحث في آخر ومتابعة الرسائل في ثالث، مما يخلق دورة متكررة تتسم بالتنقل المستمر وتأخير بسيط في الإنتاجية، تسعى شركة “OpenAI” إلى تبسيط هذا التعقيد. تعمل الشركة على إعادة تعريف دور “ChatGPT” ليتحول من مجرد تطبيق إضافي إلى نقطة مركزية تنطلق منها الأعمال والبحث والخدمات المتنوعة.
تتجه “OpenAI” نحو توسيع نطاق “ChatGPT” ليتجاوز كونه مجرد تطبيق دردشة ذكي، في مسار قد يمهد لتحويله مستقبلًا إلى ما يشبه نظام تشغيل متكامل يعتمد على الذكاء الاصطناعي. يهدف هذا التحول إلى جعله منصة مركزية للعديد من التطبيقات والخدمات، بدلاً من كونه أداة تُستخدم عند الحاجة فقط. وقد تعزز هذا التوجه بتعيين جلين كوتس، القادم من “Shopify”، رئيسًا لقسم “منصة التطبيقات” في “OpenAI”. وتهدف هذه الخطوة، وفقًا للشركة، إلى دعم تحويل “ChatGPT” إلى نظام تشغيل يوفر إمكانية الوصول إلى أدوات وخدمات متعددة من خلال واجهة واحدة، مما يعكس طموحًا استراتيجيًا يتجاوز تطوير الميزات الفردية نحو بناء منصة متكاملة.
لا يقتصر هذا الطموح على التعيينات الإدارية فحسب، بل يؤكده أيضًا نيك تورلي، رئيس “ChatGPT” في “OpenAI”. فقد صرح تورلي لموقع “تك كرانش” بأن “ChatGPT” قد يعمل يومًا ما بطريقة أقرب إلى أنظمة التشغيل. وأوضح أن الهدف خلال السنوات القليلة المقبلة هو أن يصبح “ChatGPT” أشبه بنظام تشغيل يتيح للمستخدم الدخول واستخدام تطبيقات متنوعة، سواء للكتابة أو البرمجة أو التفاعل مع السلع والخدمات، كل ذلك من خلال تطبيقات مخصصة.
تشير التحديثات الأخيرة ضمن “ChatGPT” إلى أن هذا التحول قد بدأ بالفعل، حيث لم تعد المنصة مقتصرة على المحادثة فحسب، بل تحولت إلى بوابة موحدة للبحث والذاكرة وتنفيذ الإجراءات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. ومع تقديم مفهوم التطبيقات داخل “ChatGPT”، أصبحت الخدمات الخارجية قادرة على العمل مباشرة من داخل المحادثة. وتتيح عمليات التكامل مع تطبيقات مثل “Tripadvisor” و”Canva” و”Spotify” للمستخدمين إنجاز مهام متعددة دون الحاجة لمغادرة “ChatGPT”، مما يجسد نموذجًا لمنظومة متكاملة من التطبيقات تعمل ضمن المنصة ذاتها.
لكي يصبح “ChatGPT” نظام تشغيل بالمعنى التقليدي، لا يزال يفتقر إلى بعض العناصر الأساسية. فبينما يؤدي اليوم دور الواجهة الرئيسية للمستخدمين في البحث وطرح الأسئلة وإنجاز المهام، فإن التنسيق العميق مع الأجهزة والتكامل المباشر مع العتاد لا يزالان غائبين. هنا تبرز أهمية استقطاب الخبرات الخارجية لبناء منصات واسعة النطاق، وهو ما قد يساعد “OpenAI” على سد هذه الفجوة مستقبلًا. يتزامن هذا التوجه مع استثمارات بعيدة المدى لـ “OpenAI”، بما في ذلك التعاون مع المصمم الشهير جوني إيف لتطوير جهاز مدعوم بالذكاء الاصطناعي، والمتوقع إطلاقه في عام 2027، بالإضافة إلى توسيع الشراكات مع شركات كبرى مثل “أدوبي” و”باي بال”. ومع امتلاكها بنية تحتية متقدمة لمراكز البيانات ومنظومة متنامية من الشركاء والتطبيقات، قد يتطور “ChatGPT” في المستقبل ليصبح نظام تشغيل قائمًا على الذكاء الاصطناعي. ورغم عدم وجود جدول زمني واضح لتحقيق ذلك، فإن الاتجاه الذي تسلكه “OpenAI” بات أكثر وضوحًا، ومن الصعب تجاهله، وقد يتحول “ChatGPT” يومًا ما عن شكله التقليدي لينافس أنظمة مثل “iOS” و”أندرويد”، ويدير نوعًا جديدًا ومختلفًا من الأجهزة.
يقدم “ChatGPT” نموذجًا مختلفًا للحوسبة، على عكس أنظمة التشغيل الحالية مثل “Windows” و”macOS” التي تنظم العمل حول الملفات والنوافذ، أو “أندرويد” و”iOS” التي تعتمد على التطبيقات والإشعارات. تقوم رؤية “ChatGPT” على تنظيم التجربة بالكامل حول المحادثة والنية، حيث يعبر المستخدم عما يريده، ويتولى النظام بعد ذلك اختيار الأدوات المناسبة لتنفيذ المهمة المطلوبة.
علوم وتكنلوجيا
علوم وتكنلوجيا
علوم وتكنلوجيا
علوم وتكنلوجيا