شتاء قاسٍ يفاقم معاناة العائدين في ريف حماة الشمالي مع ارتفاع جنوني لأسعار التدفئة


هذا الخبر بعنوان "ريف حماة الشمالي: ارتفاع أسعار مواد التدفئة يزيد معاناة العائدين" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
يواجه الأهالي العائدون إلى مناطقهم في ريف حماة الشمالي واقعًا معيشيًا بالغ الصعوبة مع حلول فصل الشتاء، حيث تتفاقم معاناتهم جراء الارتفاع الكبير في أسعار مواد التدفئة، إلى جانب الغياب التام لمصادر الطاقة الأساسية كالكهرباء والمازوت.
في ظل انعدام البدائل المتاحة، أصبح الحطب الخيار شبه الوحيد للتدفئة بالنسبة لمعظم العائلات. إلا أن أسعاره المرتفعة حوّلته إلى عبء يومي يثقل كاهل السكان، خاصة في ظل تدني مستويات الدخل وغياب أي شكل من أشكال الدعم المنتظم.
وفي شهادة لموقع سوريا 24، يروي زهير العيسى، وهو أب لأربعة أطفال من ريف حماة الشمالي، قصة عائلته التي عادت إلى البلدة بعد أكثر من عشر سنوات من التهجير القسري باتجاه مخيمات أطمة شمال إدلب، لتصطدم بواقع معيشي قاسٍ. ويوضح العيسى أن تأمين وسائل تدفئة مريحة بات شبه مستحيل في ظل ارتفاع الأسعار وضعف الإمكانات المادية. ويضيف أنهم يضطرون لشراء الحطب بالكيلو أو بكميات لا تتجاوز عشرة كيلوغرامات، وبأسعار باهظة لا يمكن تحملها إلا بالاعتماد على العمل اليومي، وحتى من يعمل يجد صعوبة بالغة في تأمين الكميات اللازمة للتدفئة.
ويشير العيسى إلى أن الأهالي كانوا يأملون في انخفاض أسعار مواد التدفئة هذا العام، لكنهم فوجئوا ببقائها على حالها، بل وارتفاعها في بعض الأحيان، مما زاد من الأعباء المعيشية، خصوصًا على كاهل العائلات التي تعيل عددًا كبيرًا من الأطفال.
من جانبه، يؤكد إبراهيم خليل، أحد أصحاب محال بيع مواد التدفئة، أن أسعار مواد التدفئة هذا العام لم تختلف كثيرًا عن الأعوام السابقة. لكنه يلفت إلى أن غياب المساعدات الإنسانية التي كانت تُقدّم سابقًا في المخيمات أسهم بشكل مباشر في تفاقم معاناة العائدين إلى قراهم، حيث باتت العائلات تتحمل كامل تكاليف مستلزمات الشتاء من دخلها المحدود.
وتُعد الأسعار الحالية غير متناسبة إطلاقًا مع مستوى الدخل في المنطقة، مما يجعل تأمين الحطب أو أي مواد تدفئة أخرى تحديًا يوميًا لمعظم السكان. كما أن عملية نقل المحروقات ومواد التموين من مناطق شمال سوريا إلى المناطق الداخلية تفرض تكاليف إضافية مرتفعة، تنعكس بشكل مباشر على أسعار البيع النهائية، وتزيد من معاناة الأهالي في ظل غياب الدعم وارتفاع المصاريف الأساسية الأخرى.
وبحسب مراسل سوريا 24، فإنّ أسعار مواد التدفئة تتفاوت باختلاف نوعها وطريقة استخدامها. فمثلاً، يتراوح سعر كيلوغرام القشر بين 2500 و3000 ليرة سورية، بينما يتراوح سعر كيلوغرام الحطب بين 1500 و1700 ليرة سورية. وتعتبر هذه الأسعار تفوق قدرة شريحة واسعة من السكان على تحملها، في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي تعيشها المنطقة.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي