عملية إسرائيلية جنوب سوريا: اعتقال مشتبه بداعش وتحذيرات من تحولات المشهد السوري وتضاؤل فرص تل أبيب


هذا الخبر بعنوان "اعتقال مشتبه بـ"داعش" جنوب سوريا.. وتحذيرات إسرائيلية من تراجع فرص استثمار الفوضى" نشر أولاً على موقع hashtagsyria.com وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٢ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في ظل تصاعد المخاوف الأمنية على الحدود السورية–الإسرائيلية، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن قيام الجيش الإسرائيلي بعملية اعتقال جنوب سوريا استهدفت مشتبهًا بارتباطه بتنظيم "داعش". جاء ذلك بالتزامن مع تحذيرات إسرائيلية من تحولات المشهد السوري وتضاؤل قدرة تل أبيب على استغلال حالة الفوضى التي تلت سقوط نظام بشار الأسد.
أفاد موقع "والا" الإسرائيلي بأن قوات تابعة للجيش الإسرائيلي أوقفت مشتبهًا به في جنوب سوريا، يُعتقد أن تنظيم "داعش" قام بتجنيده لتنفيذ عمليات ضد قوات الجيش. ووفقًا للموقع، جرت العملية خلال نشاط ليلي الأسبوع الماضي، حيث قامت قوات من الكتيبة 52 التابعة للواء "الجولان" (474) باعتقال المشتبه به، بالتعاون مع محققي الميدان في الوحدة 504 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية. تم نقل المشتبه به إلى داخل إسرائيل لاستكمال التحقيقات، بينما صادرت القوات وسائل قتالية عُثر عليها بحوزته أثناء العملية.
وأوضح "والا" أن عملية الاعتقال تمت في بلدة رفيد الواقعة جنوب هضبة الجولان السورية، وهي منطقة تُعد ذات أهمية استراتيجية، إذ يمكن أن توفر لعناصر معادية فرصة لجمع معلومات استخباراتية حول تحركات الجيش الإسرائيلي ومسارات التسلل المحتملة.
في ضوء هذه التطورات، كثّف الجيش الإسرائيلي مؤخرًا من نشاطه الهندسي ودورياته العسكرية في المنطقة. يهدف هذا التكثيف إلى تعزيز العوائق وفرض سيطرة عملياتية أكبر، وذلك في ظل مخاوف من الأنشطة الإرهابية ومحاولات اقتراب عناصر معادية، ضمن مساعٍ لإنشاء ما يُعرف بـ"شريط أمني".
وترى تقديرات الجيش الإسرائيلي، بحسب موقع "والا"، أن تنظيم "داعش" لم يغادر سوريا، بل أعاد تموضعه وغيّر أنماط عمله في ظل النظام الجديد الذي لم يتمكن بعد من بسط سيطرته الكاملة على الأراضي السورية.
وتشير هذه التقديرات إلى سعي التنظيم للسيطرة على مناطق أُهملت خلال سنوات الحرب، خاصة في شرق البلاد والبادية السورية، حيث توفر الطبيعة الجغرافية لهذه المناطق غطاءً للتخفي وتسهل الحركة.
كما لفت الموقع إلى أن انهيار نظام الأسد وفرار عناصره أتاح لعناصر "داعش" الفرصة لاقتحام السجون وإطلاق سراح عدد من مقاتليه وقادته، الذين يشكلون اليوم نواة لإعادة تنظيم الأنشطة في مناطق سورية متعددة.
وتخشى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من محاولات التنظيم إرسال عناصره إلى جنوب سوريا، على الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن وجوده في تلك المنطقة لا يزال في مرحلة "جس النبض" وبناء بنية تحتية أولية.
في سياق متصل، أطلق الجيش الأميركي الأسبوع الماضي عملية "عين الصقر" ضد مواقع تنظيم "داعش" في سوريا، وذلك ردًا على كمين قاتل أسفر عن مقتل جنود أميركيين. وقد استُهدفت عشرات المواقع التابعة للتنظيم في شرق سوريا خلال الأيام الأخيرة، ولا تزال العملية مستمرة بالتنسيق مع الجيش الأردني.
بالتوازي، حذّر الكاتب الإسرائيلي ميخائيل هراري من أن فرص إسرائيل في الاستفادة من حالة الفوضى السورية بدأت تتلاشى. وأشار هراري في مقال نشرته صحيفة "معاريف" إلى أن وتيرة التطورات الإقليمية أصبحت "مربكة"، لافتًا إلى أن مرور عام على انهيار نظام الأسد وصعود حكم أحمد الشرع يمكن اعتباره نجاحًا خارجيًا ملحوظًا على الرغم من التعقيدات الداخلية.
وأوضح أن الشرعية الدولية والإقليمية التي اكتسبها الحكم الجديد جاءت نتيجة لرفض المجتمع الدولي لنظام الأسد، بالإضافة إلى السياسة البراغماتية التي اتبعها الشرع لطمأنة الأطراف المختلفة.
ولفت إلى الدور الذي لعبه كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الأميركي دونالد ترامب في منح دمشق هذا الزخم السياسي.
وأشار هراري إلى أن سلوك الشرع تجاه إسرائيل وروسيا يعكس "براغماتية محسوبة"، تتجلى في سعيه للعودة إلى اتفاق فصل القوات لعام 1974 مع تل أبيب، والحفاظ على علاقات متوازنة مع موسكو تضمن استمرار وجودها العسكري.
كما تحدث عن تحولات داخلية معقدة تتعلق بالأقليات والتحدي الكردي، وربط نجاح عملية إعادة توحيد الدولة برفع العقوبات الأميركية.
واعتبر هراري أن التحدي السوري المركزي بحلول عام 2026 يكمن في مدى نجاح الشرع في إيجاد صيغة توفيقية بين رغبة الأكراد في الحكم الذاتي وانخراطهم في مؤسسات الدولة والجيش. وأكد أن "إسرائيل ملزمة بأن تصحو بسرعة وتتبنى تفكيرًا جيوسياسيًا يترجم تفوقها العسكري إلى تفاهمات سياسية"، محذرًا من أن "تصوير إسرائيل على أنها تسعى لإبقاء الفوضى سيضعها في صدام مع القوى الدولية التي تسعى لمصلحة الحكم الجديد في دمشق".
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة