اشتباكات عنيفة في حلب بين قوات دمشق و"قسد" تتزامن مع زيارة وفد تركي رفيع ومباحثات حول اندماج "قسد"


هذا الخبر بعنوان "بالتزامن مع زيارة وفد تركي.. تجدد المعارك بين قوات دمشق و"قسد"" نشر أولاً على موقع hashtagsyria.com وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
شهدت محافظة حلب، مساء اليوم الإثنين، اشتباكات مسلحة عنيفة بين قوات تابعة للحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وذلك بالتزامن مع زيارة وفد تركي رفيع المستوى إلى العاصمة السورية دمشق. تركزت الاشتباكات، التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة مثل رشاشات "الدوشكا"، عند "دوار الجزيرة" في حيي "الشيخ مقصود" و"الأشرفية"، وسط تبادل للاستهدافات بين الطرفين.
وفي تطور لاحق، تعرض حاجز مشترك لقوات الأمن الداخلي "الأسايش" وقوات الأمن العام عند "دوار الشيحان" في مدينة حلب لهجوم مسلح نفذته فصائل تتبع لوزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، ما أسفر عن إصابة عنصرين من قوات "الأسايش" بجروح متفاوتة، بحسب ما أورده "المرصد السوري لحقوق الإنسان". وردت قوات "الأسايش" بشكل مباشر على الهجوم، تزامناً مع استنفار أمني واسع في محيط المنطقة. من جانبها، ادعت وسائل إعلام مقربة من السلطات السورية أن الاشتباكات جاءت إثر استهداف قنّاص تابع لـ"قسد" حاجزاً للأمن الداخلي قرب "دوار الشيحان".
تسببت الاشتباكات والقصف المتبادل في حالة من الخوف والهلع بين السكان المدنيين، وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بإصابة 9 مدنيين، بينهم طفلة. كما شهدت أحياء "الخالدية" و"الهلك" و"بستان الباشا" حالات نزوح للأهالي باتجاه مناطق أكثر أماناً. ارتفع عدد الإصابات الإجمالي إلى 16، بينهم عنصران من الدفاع المدني، بعد وصول 7 إصابات إلى مشفى الرازي في مدينة حلب. كما أُغلق طريق غازي عنتاب – حلب من جهة "دوار الليرمون"، بالإضافة إلى طرق حيوية أخرى مثل طريق حلب المدينة – الليرمون، طريق الليرمون – المدينة الصناعية، طريق السريان – الأشرفية، وطريق المدينة الصناعية – الجندول. وحذّرت مصادر محلية الأهالي من التوجه نحو "مخيم حندرات".
في سياق متصل، وصل وفد تركي رفيع يضم وزيري الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن إلى دمشق في زيارة رسمية. أعلنت دمشق وأنقرة عن توافق واسع حول ملفات أمنية واقتصادية في ختام لقاء جمع وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني ونظيره التركي هاكان فيدان في قصر الشعب. تصدّر "اتفاق 10 آذار/مارس" مع "قوات سوريا الديمقراطية – قسد"، وملف عودة اللاجئين، ومحاربة تنظيم "داعش" جدول الأعمال المشترك.
وأكد الشيباني أن رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، بحث مع الوفد التركي ملفات "بالغة الأهمية"، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والتجاري، وتوسيع التنسيق الاستخباراتي والعسكري، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين. كما ناقش الجانبان مكافحة الإرهاب ومنع عودة تنظيم "داعش"، ووضع تصور مشترك بشأن مستقبل شمال شرقي سوريا. وأشار الشيباني إلى أن "اتفاق 10 آذار/مارس" يعكس "الإرادة السورية في توحيد الأراضي"، لكن "قسد" لم تُظهر أي جدية في التنفيذ، وأن الحكومة قدمت مقترحاً جديداً لتحريك الاتفاق. وحذر الوزير السوري من أن "تأخير اندماج قسد في مؤسسات الدولة يؤثر سلباً في عملية الإعمار هناك".
من جانبه، وصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان المباحثات بأنها "مثمرة"، مؤكداً أن أنقرة تولي أهمية كبيرة لاستقرار سوريا ومستعدة لتقديم الدعم. وأكد فيدان ضرورة تنفيذ "اتفاق 10 آذار/مارس" ودمج "قسد" ضمن الجيش السوري، معرباً عن انطباع أنقرة بأن "قسد" لا تبدي نية حقيقية للتنفيذ، وأن تنسيقها مع إسرائيل يشكل عائقاً كبيراً في المباحثات.
وكشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الهجوم على حي الشيخ مقصود جاء بعد تصريح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن عدم الوصول إلى حل مع "قسد". وكانت تركيا قد طالبت "قسد" بالتخلي عن "خطابها الانفصالي" والاندماج التام في الجيش السوري، مشيرة إلى أن الاتفاقية الموقعة بين أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في 10 آذار/مارس الماضي لم تُترجم بعد إلى واقع ملموس.
وفي لفتة مثيرة للجدل، استخدم سفير تركيا الجديد في دمشق، نوح يلماز، الذي وصل مع الوفد التركي، مصطلح "شام شريف" بدلاً من سوريا عبر حسابه على منصة "إكس"، وهو مصطلح عثماني قديم أثار ردود فعل سياسية ودبلوماسية.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة