حلب: مسير صامت يحيي ذكرى التهجير القسري ويجدد العهد للشهداء والذاكرة الجماعية


هذا الخبر بعنوان "شهود المأساة.. يحيون ذكرى تهجير حلب بمسير صامت" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
شهدت مدينة حلب، عصر يوم الاثنين الموافق 22 كانون الأول/ديسمبر، إحياءً لذكرى تهجير آخر قافلة قسرية منها عام 2016. انطلق المسير الصامت، الذي بدأ عند الساعة الرابعة بعد الظهر، من نقطة تجمع الباصات في حي العامرية – امتداد طريق السكري، وهو الموقع نفسه الذي شهد خروج آلاف المدنيين تحت وطأة الحصار والقصف. وقد نُظم هذا المسير وتُنسق من قبل حملة “من أجل سما”، وذلك حدادًا على أرواح شهداء حلب وتأكيدًا على الوفاء للتضحيات الجسيمة التي قدمها أبناؤها خلال سنوات الحصار، والتي أسفرت عن آلاف الضحايا ودمار واسع النطاق في أحياء المدينة.
اتسم المسير بالصمت التام، حيث آثر المشاركون الامتناع عن الأناشيد والهتافات، في بادرة رمزية تعبر عن عمق الحزن وضرورة الحفاظ على الذاكرة. حمل المشاركون الشموع والورود وصور الشهداء، مؤكدين بذلك تمسكهم بالذاكرة الجماعية، وساروا على الطريق نفسه الذي اضطر الأهالي لسلوكه قسرًا يوم التهجير.
صرحت أم ماجد كرمان، والدة أحد الشهداء، لموقع سوريا 24 بأن مشاركتها في المسير جاءت احتفالًا بالعودة، ورغبة في التواجد مع الشباب في ذات المكان الذي هُجّروا منه قسرًا. وأشارت إلى أن العودة، بعد مرور تسع سنوات على التهجير، أيقظت لديها مشاعر متضاربة، حيث امتزج فرح العودة بحزن عميق على ما لحق بالمدينة من دمار وعلى فقدان الشبان. وأضافت: "دماء الشهداء، ومنهم ابني، ما تزال حية في قلبي. تركته تحت تراب حلب، وهذا ألم لا يزول". ومع ذلك، أكدت أم ماجد كرمان أنها عادت مرفوعة الرأس، مشددة على عزم السوريين على إعادة إعمار وطنهم بمشاركة الشباب المخلصين، معربة عن أملها في أن تستعيد حلب جمالها. واختتمت حديثها بالقول إن الوقوف في نقطة التهجير كان لحظة فارقة، وأن العودة تمثل رسالة بأن التضحيات لم تذهب هباءً.
من جانبها، أوضحت الناشطة عائشة الخطيب، إحدى المشاركات في المسير، أن دافعها للمشاركة هو الحفاظ على الذاكرة الجماعية، مشيرة إلى أن هذه الفعالية تسعى لحماية سردية الثورة. وبينت لموقع سوريا 24 أن مسار المسير هو الطريق عينه الذي سلكه الأهالي إبان التهجير القسري، معتبرة أن العودة عبر هذا المسار تحمل رمزية قوية. وأردفت قائلة: "خرجنا من حلب مكرهين، واليوم نعود إليها مرفوعي الرأس. الذاكرة باقية، والطريق نفسه شاهد على ذلك."
وفي سياق متصل، أكد زاهر قاطرجي، المعروف باسم حمزة الخطيب، أن تاريخ 22 كانون الأول يمثل يومًا محوريًا في تاريخ حلب، حيث شهد خروج آخر قافلة تهجير قسري عام 2016. وأضاف أن العودة في هذا التاريخ بالذات تحمل رسالة جلية، معتبرًا أن المسير الحالي هو استكمال لمسار لم ينتهِ بالخروج. وأوضح: "خرجنا قسرًا، واليوم نعود لنكمل المسير، ونؤكد الثبات على مبادئ الثورة، ونسعى لمسار جديد قائم على الحرية والعدالة والكرامة."
أما الدكتور رضوان كردي، مدير صحة حلب الحرة، فقد شارك في المسير بصفته شاهدًا على فترة الحصار، مبينًا أنه كان يشغل منصب معاون مدير الصحة خلال حصار حلب عام 2016، وساهم في تنسيق عملية الخروج حينها. وأشار إلى أن العودة اليوم إلى الشارع ذاته تحمل دلالة خاصة، قائلًا: "عدنا من المكان نفسه الذي هُجّرنا منه. العودة حميدة، معززين مكرمين، وسنواصل العمل لإعادة بناء المدينة."
يأتي هذا المسير في سياق إحياء ذكرى تهجير آخر قافلة من حلب بتاريخ 22/12/2016، ليؤكد تمسك الأهالي بحقهم في العودة، ويحافظ على الذاكرة الجماعية، وليكون رسالة وفاء لتضحيات الشهداء، في مسار يربط الماضي الأليم بالأمل في بناء مستقبل أفضل.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة