فيلم "ردع العدوان" يكشف تفاصيل غير مروية عن إدارة الخدمات والاستقرار في المدن السورية المحررة


هذا الخبر بعنوان "موقع الإخبارية السورية" نشر أولاً على موقع قناة الإخبارية وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
كشف فيلم "ردع العدوان.. رواية لم تُروَ من قبل"، الذي أنتجته الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وعرضته قناة "الإخبارية" حصرياً في 21 كانون الأول، عن تفاصيل دقيقة تتعلق بالجوانب الخدمية التي تلت عملية تحرير المدن والمناطق، وذلك منذ الساعات الأولى. وأبرزت الشهادات الواردة في الفيلم أن دور القادة في معركة ردع العدوان لم يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل امتد ليشمل إدارة الشأن الخدمي والمؤسساتي، باعتباره ركناً أساسياً لترسيخ الاستقرار وحماية المدنيين. هذه المقاربة هدفت إلى منع الفوضى وضمان استمرارية الحياة العامة.
بالتوازي مع الانتشار العسكري وتأمين الأحياء، جرى اتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة تشغيل المرافق الحيوية، خصوصاً الأفران والخدمات الأساسية، بهدف تلبية الاحتياجات اليومية للسكان والحد من أي اضطراب قد يؤثر على الحياة المدنية. وأجمع القادة في شهاداتهم ضمن الفيلم على أن مدينة حلب مثّلت نموذجاً عملياً لهذه السياسة، حيث ارتبط نجاح العملية بقدرة الإدارة على طمأنة الأهالي ومنع موجات النزوح. وقد اعتُبر ذلك مؤشراً على تحقيق توازن دقيق بين الحسم العسكري ومتطلبات الإدارة المدنية. كما أكدت شهادات القادة العسكريين أن المعركة صُممت لحماية الناس وليس لتعريضهم للخطر، في تمييز واضح بين إدارة تسعى للإنقاذ وأخرى قد تؤدي إلى الدمار.
في هذا السياق، صرح وزير الداخلية أنس خطاب، خلال الفيلم، بأن العمل على إعادة تشغيل المرافق الخدمية بدأ فوراً بعد دخول المدينة. وأوضح أنه بعد حوالي ساعتين فقط، صدر توجيه لمسؤول الأفران والمخابز بالتوجه فوراً إلى حلب والإشراف المباشر على إعادة تفعيلها بأقصى سرعة ممكنة، بينما كانت القوات العسكرية تواصل تمشيط الأحياء وتأمينها. وأكد خطاب أن توفير الخدمات الأساسية للمدنيين كان أولوية قصوى منذ اللحظة الأولى، واعتبر أن الحفاظ على البنية التحتية شكّل ركناً أساسياً في إدارة مرحلة ما بعد التحرير ومنع أي اضطراب في الحياة اليومية.
من جانبه، وصف وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني مدينة حلب بأنها كانت بمثابة اختبار حقيقي لقدرة القوى المحررة على إدارة الشأن المدني بالتوازي مع العمل العسكري. وأكد أن أسلوب الدخول إلى المدينة وسرعة طمأنة الأهالي كانا عاملين حاسمين في مسار تلك المرحلة. وذكر الشيباني أن النجاح في منع موجات النزوح إلى الخارج، بالإضافة إلى الحفاظ على الاستقرار داخل المدينة، عكس تحقيق انتصار متكامل يشمل الأبعاد العسكرية والمدنية والسياسية معاً. وأشار إلى أن تجربة حلب شكلت تمهيداً لما تلاها على مستوى عموم سوريا، واعتبرها نموذجاً لإدارة المناطق بعد تحريرها. كما أكد أن وقوفه في قلعة حلب عزز قناعته بأن المرحلة القادمة ستعتمد على الجمع بين الحسم الميداني وإدارة قادرة على حماية الناس وترسيخ الاستقرار.
وفي سياق روايته لتفاصيل التواصل والإشراف خلال المعركة، ذكر السيّد الرئيس أحمد الشرع أنه بادر بالتواصل المباشر مع رئيس الوزراء السابق في عهد النظام البائد محمد الجلالي. وأكد على ضرورة أن تتم عملية الاستلام والتسليم بسلاسة، مع عدم إلحاق الأذى بالأشخاص أو المؤسسات، وطلب من المعنيين البقاء في مواقعهم حتى وصول الجهات المختصة للتفاهم وإدارة المرحلة. وشدد على أن الحفاظ على المؤسسات القائمة كان أولوية قصوى، خاصة في دمشق، وذلك في ظل ظروف سياسية وإدارية معقدة سبقت انهيار النظام البائد.
وأوضح الرئيس أن التوجيهات ركزت على حماية البنية التحتية ونشر القوات الأمنية والعسكرية المتاحة بطريقة منظمة، لضمان حماية المدن ومنع أي شكل من أشكال الفوضى. وأكد وجود فرق جوهري بين معركة تُخاض لإنقاذ الناس من الموت، وأخرى تدفع المدن وسكانها نحو الدمار. وأضاف أن التخطيط العسكري تأثر بهذه القناعة، متسائلاً عن جدوى السيطرة على مدينة مدمرة. ويُشار إلى أن فيلم "ردع العدوان.. رواية لم تُروَ من قبل" يوضح أن معركة ردع العدوان لم تُدر بالحسم العسكري وحده، بل استندت إلى رؤية خدمية رافقت التقدم الميداني، وجعلت من حماية المدنيين واستمرارية المرافق العامة جزءاً أساسياً من عملية اتخاذ القرار.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة