الكشف عن رؤية أحمد الشرع لسوريا ما بعد التحرير: رسائل داخلية وخارجية من مكتب وزير الخارجية


هذا الخبر بعنوان "موقع الإخبارية السورية" نشر أولاً على موقع قناة الإخبارية وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
كشف فيلم وثائقي بعنوان “ردع العدوان.. رواية لم تروَ من قبل”، عُرض على شاشة الإخبارية، عن تفاصيل حوار محوري دار في مكتب وزير الخارجية أسعد الشيباني مع السيد الرئيس أحمد الشرع. وقد رسم هذا الحوار ملامح المرحلة الأدق في تاريخ سوريا الحديث، وحدد شكل العلاقة مع مختلف الأطراف وكيفية إدارتها.
دون السيد الرئيس أحمد الشرع بخط يده عناوين دقيقة لمرحلة التحرير، والتي أطرت مستقبل البلاد بضوابط تهدف إلى حفظ السلم الأهلي وتسريع الوصول إلى حالة الاستقرار. وحملت كتابات السيد الرئيس أحمد الشرع، الذي كان قائد إدارة العمليات العسكرية حينها، رسائل داخلية موجهة إلى عموم الشعب السوري، وأخرى لدول المنطقة والعالم، ورسمت ملامح الخطاب السياسي والعلاقات الخارجية للدولة السورية ما بعد تحريرها من نظام الأسد الهارب.
أسست رسائل الرئيس الشرع، خلال قيادته لمعركة ردع العدوان، لمقاربة وطنية جامعة لمسألة التنوع الاجتماعي والديني في سوريا، مع التركيز على أولوية الاستقرار الأهلي بعد سنوات الحرب. وقد خاطبت هذه الرسائل مختلف مكونات المجتمع السوري للتأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب حلولاً جامعة ومستديمة، وأن لا أحد يستطيع إلغاء الطوائف أو التفكير في القضاء عليها.
وأظهرت الرسائل أن الثورة، بعد أربعة عشر عاماً، وصلت إلى مرحلة نضج سياسي ووطني. وقد حدد جزء منها شيوخ الدين والطوائف والعشائر، وكان الملف الكردي حاضراً في توجه الرئيس الشرع كجزء من مشروع وطني يرمي إلى بناء سوريا لجميع أبنائها بأطيافهم المختلفة. وتقول الرسالة الموجهة للأكراد التي ظهرت في إحدى الصور: “هذه فرصة تعالوا لنبني البلد بعيداً عن الأجندات الخارجية، ونجلس كسوريين لنؤسس وطناً موحداً يضمن العيش الآمن للجميع”.
تعلمت الثورة السورية خلال أربعة عشر عاماً الماضية من الأخطاء والعثرات والإنجازات، ما يستدعي أن تتوحد صفوف أبنائها. وقد وجه السيد الرئيس دعوة لأبناء الثورة السورية للحاق بركب التحرير واستثمار اللحظة المصيرية في تاريخ الثورة والمنطقة، ونسف الخلافات الجانبية في سبيل التركيز على الأهداف النبيلة. وأكد أن تاريخاً جديداً فتحت أولى صفحاته مع تحرير سوريا، عنوانه: “الوحدة والرحمة والبناء والعدل والكرامة والانضباط”.
شددت الخطوط العريضة التي خطها السيد الرئيس على أن سوريا المستقبل ستحافظ على علاقات متوازنة مع الجميع، ولن تكون طرفاً في زعزعة الاستقرار في المنطقة. وأكدت أن الثورة لا تهدف إلى أي انتقام، وإنما للنهوض والبناء وإعادة إعمار سوريا موحدة، وأنه في اليوم الذي سيسقط فيه النظام ستكون الثورة أمام مسؤولية فتح صفحة جديدة لتضميد الجراح التي خلفها النظام البائد. وحدد السيد الرئيس مسألة المصلحة العامة للبلاد كأولوية بالغة الأهمية في مرحلة البناء، مشدداً على ضرورة تغليب مصلحة البلد على المصالح والمشاريع الضيقة.
شرح الرئيس الشرع طبيعة الموقف السوري من العلاقة مع موسكو، وفصل فيها بين المصالح الاستراتيجية والتحالفات السياسية الظرفية، لتقليل حدة المخاوف الروسية من تغيير الحكم في سوريا، والتأكيد على أن خيارات الشعوب لا تتعارض مع مصالح الدول. وأظهر الفيلم أن التعاطي مع الملف الروسي يقوم على عدة أسس، أهمها العلاقة التاريخية السورية – الروسية غير المرتبطة بشخص الهارب بشار الأسد. وتوصل الجانب الروسي إلى قناعة تامة بأن نظام الأسد البائد هو مصدر فوضى في المنطقة، وقد حدد السيد الرئيس المخدرات كأحد عوامل الفوضى التي ينتجها النظام المخلوع، كارتباطه بتنظيم داعش وميليشيات إيرانية.
وحملت الرسائل الخاصة بروسيا في ذلك الوقت، عدة نقاط تدفع لتحييدها عن الميدان العسكري، بتذكيرها بأن حليفها الهارب أصبح مصدر قلق لكافة دول الجوار، وقد غش الدول المتحالفة معه في الكثير من المواقف. وبمتابعة سير معركة ردع العدوان، يتضح أن روسيا اقتنعت بفكرة عدم مساندة النظام البائد، وهو ما أكده وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في وقت سابق.
تختتم هذه الرسائل التقرير برسم صورة لسوريا المستقبل، وتحدد القيم التي ستبنى عليها سياسة الدولة الداخلية والخارجية. ولعل النقطة الأبرز التي أكد عليها السيد الرئيس بالقول: “سنعمل على بناء سوريا المستقبل علمياً وحضارياً بما يتناسب مع تراثها وحضارتها وأخلاقها ودينها”. وختم بالخط العريض: “انتصار الثورة يعتبر انتصاراً لكل مواطن سوري، بمعزل عن موقفه من الثورة السورية، وأياً كان انتماؤه العرقي أو الديني، لأن النظام البائد ظلم الشعب السوري من عارضه ومن أيده على حد سواء.”
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة