أوجلان يطالب قسد بإنهاء وجود عناصرها الأجنبية وسط ضغوط تركية لتنفيذ اتفاق دمجها بالجيش السوري


هذا الخبر بعنوان "صحيفة : أوجلان يطالب قسد بالتخلص من عناصرها الأجنبية" نشر أولاً على موقع aksalser.com وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
كشفت صحيفة «تركيا» المقربة من الحكومة، الثلاثاء، أن زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، بعث برسالة إلى قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، طالبه فيها بإنهاء وجود العناصر الأجنبية ضمن صفوف «قسد». وأفادت الصحيفة أن السلطات التركية ناقشت مع أوجلان مسألة «طرد العناصر الأجنبية من (قسد)»، وهو شرط أساسي وغير قابل للتفاوض بالنسبة لأنقرة، ضمن سياق تنفيذ اتفاقية اندماج «قسد» في الجيش السوري. هذه الاتفاقية، التي وُقعت بين عبدي والرئيس أحمد الشرع في دمشق بتاريخ 10 مارس (آذار) الماضي، كان من المفترض أن يكتمل تنفيذها بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) الحالي، إلا أنها لم تتحقق على أرض الواقع.
وفي سياق متصل، جدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأسبوع الماضي، مطالبة أنقرة بترحيل العناصر غير السورية من «قسد»، وإزالة كافة التشكيلات التي تتعارض مع مصالح تركيا وأمنها. وحذر فيدان من أن صبر تركيا والأطراف المشاركة في اتفاق 10 مارس قد بدأ ينفد.
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا تعتبر طرد العناصر الأجنبية من «قسد» خطوة حيوية نحو تفعيل مبادرة «تركيا خالية من الإرهاب»، التي يطلق عليها أوجلان والجانب الكردي اسم «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي». وبموجب هذه الخطوة، سيتمكن المواطنون الأتراك المنتمون إلى «قسد» من العودة إلى تركيا إذا رغبوا في ذلك. كما قد تستفيد هذه المجموعة من اللوائح القانونية التي ستُسن في إطار عملية حل حزب العمال الكردستاني والمجموعات التابعة له، بما في ذلك وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود «قسد»، ونزع أسلحتها.
وتصر أنقرة على أن نداء «دعوة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي»، الذي وجهه أوجلان إلى حزب العمال الكردستاني في 27 فبراير (شباط) الماضي، يشمل جميع الفصائل المرتبطة بالحزب، ومنها «وحدات حماية الشعب» الكردية. ومع ذلك، كان عبدي قد صرح في السابق بأن هذا النداء لا يعنيهم، ثم عاد ليؤكد قبل أسبوعين على ضرورة إجراء محادثات مباشرة مع أوجلان حول العملية الجديدة، مشيراً إلى إمكانية زيارته لتركيا إذا كان ذلك سيساهم بشكل إيجابي في إيجاد حل.
وأوضح عبدي أنهم تبادلوا وجهات النظر مع أوجلان من خلال الرسائل، وتطرق إلى الحديث عن وجود مسلحين من حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا. وشدد عبدي على أن «هذه القضايا لن تُحل إلا مع أوجلان، ونحن نرغب في أن نكون طرفاً داعماً لا عائقاً».
يُذكر أن أوجلان كان قد طالب تركيا في السابق بالتعامل بحساسية أكبر مع سوريا كدولة مستقلة، والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية، بالإضافة إلى إجراء حوار مباشر مع «قسد».
وفي رسالة سابقة بتاريخ 28 يوليو (تموز)، وجهها أوجلان إلى زعماء ووجهاء العشائر العربية في الجزيرة ودير الزور والرقة والطبقة، وقُرئت عليهم خلال اجتماعات في سبتمبر (أيلول) الماضي، دعا إلى تعزيز روابط الأخوة مع الأكراد وتقديم الدعم لـ«قسد» في مواجهة التحديات. وأكد أوجلان أن «العلاقة التاريخية بين العرب والأكراد تمثل الضمانة الأساسية لوحدة سوريا واستقرارها»، مشدداً على أهمية مشروع «الأمة الديمقراطية» كإطار شامل لبناء «دولة آمنة وديمقراطية».
يأتي الكشف عن رسالة أوجلان إلى «قسد» عقب اشتباكات دامية وقعت في حلب، الاثنين، بين قوات تابعة لوزارة الدفاع السورية و«قسد». وقد تزامنت هذه الاشتباكات مع زيارة وفد تركي رفيع المستوى إلى دمشق، ضم وزيري الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر، ورئيس المخابرات إبراهيم كالين، حيث التقوا بالشرع لمناقشة آخر التطورات في سوريا، وسبل تنفيذ اتفاق 10 مارس، وتعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات.
وفي أعقاب الاشتباكات التي أسفرت عن 4 قتلى، أصدرت وزارة الدفاع السورية و«قسد»، ليل الاثنين – الثلاثاء، أوامر بوقف إطلاق النار، بينما تبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن اندلاعها.
من جانبهما، أكد وزيرا الدفاع التركي هاكان فيدان ونظيره السوري أسعد الشيباني، خلال مؤتمر صحافي في دمشق، عدم وجود مؤشرات على جدية «قسد» في تنفيذ اتفاق 10 مارس، واتهماها بالمماطلة في هذا الصدد. وعزا فيدان هذا التأخير إلى مباحثات «قسد» مع إسرائيل.
وصرح فيدان بأن «من الأهمية بمكان دمج (قسد) في الإدارة السورية عبر الحوار والمصالحة، وبطريقة شفافة، لكي لا تشكل عائقاً أمام وحدة الأراضي السورية واستقرارها على المدى الطويل».
وأفاد الشيباني أن دمشق تلقت، الأحد، رداً من «قسد» على اقتراح قدمته وزارة الدفاع السورية لدمج مسلحيها في الجيش السوري. ويجري حالياً دراسة هذا الرد وكيفية استجابته للمصلحة الوطنية في تحقيق الاندماج وتوحيد الأراضي السورية، وسيتم إبلاغ الجانب الأميركي بالرد قريباً.
وفي أنقرة، حث المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، عمر تشيليك، «قسد» على الإسراع في تنفيذ بنود اتفاق 10 مارس. وأشار إلى أن تركيا مستعدة عسكرياً دائماً لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمنها القومي في حال عدم تنفيذ الاتفاق.
وأضاف تشيليك، في تصريحات مساء الاثنين عقب اجتماع للجنة المركزية للحزب، أنهم «يرغبون في ألا تصل الأمور إلى هذه المرحلة، ولكن عند الضرورة، سيتم التنفيذ دون تردد».
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط
اقتصاد
سياسة
سياسة
سياسة