تصعيد في حلب: "قسد" تشن حملة اعتقالات وسط اتهامات متبادلة بخرق الهدنة مع الحكومة السورية


هذا الخبر بعنوان "“قسد” تشن حملة اعتقالات بحلب.. اتهامات متبادلة بخرق الهدنة" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
شنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) حملات دهم واعتقالات واسعة النطاق في ريف حلب الشرقي يوم الأربعاء، 24 من كانون الأول، وذلك في ظل تصاعد التوتر وتبادل الاتهامات مع قوات الحكومة السورية بخرق الهدنة في محيط حيي الأشرفية والشيخ مقصود.
وأفادت قناة الإخبارية السورية بأن هذه الحملة استهدفت قريتي وضحة والحايط الواقعتين في ريف مسكنة شرقي المحافظة، إلا أنها لم تقدم تفاصيل إضافية حول الدوافع وراء هذه العمليات أو أعداد المعتقلين.
من جانبه، صرح مصدر عسكري تابع للحكومة السورية، طلب عدم الكشف عن اسمه لعدم تخويله بالتصريح لوسائل الإعلام، لموقع عنب بلدي بأن حملات الدهم والاعتقال التي نفذتها "قسد" في ريف حلب تهدف بشكل أساسي إلى التجنيد. وأوضح المصدر أن المنطقة المستهدفة تُعد من خطوط المواجهة الاستراتيجية، وأن موقعها في ريف مسكنة الشرقي يجعلها حساسة عسكريًا، مما يدفع "قسد" لتكثيف جهودها لاستقطاب عناصر محلية لصفوفها.
تزامنًا مع هذه الأحداث، نشرت وزارة الداخلية السورية بيانًا على حسابها الرسمي في "فيسبوك"، أكدت فيه أن قيادة الأمن الداخلي في محافظة حلب تواصل تنفيذ مهامها ضمن إجراءات أمنية مشددة. وذكر البيان أن هذه الإجراءات تهدف إلى حماية المدنيين وضمان خروجهم الآمن من حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في ظل ما وصفته بمحاولات "قسد" للتضييق على الأهالي وفرض التجنيد القسري. كما أشارت الوزارة إلى انتهاكات أخرى تشمل الاعتداءات والمضايقات وتهديد حياة المدنيين وممتلكاتهم. وأكد البيان أن قيادة الأمن الداخلي نفذت انتشارًا أمنيًا واسعًا في محيط المنطقة لتأمين المدنيين وحماية ممتلكاتهم، مع اتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يحاول الإخلال بأمن المدينة أو تهديد سلامة السكان.
في المقابل، أصدرت "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) التابعة لـ"قسد" بيانًا اتهمت فيه الحكومة السورية بخرق الهدنة. وتحدث البيان عن خروقات جديدة للهدنة في محيط حيّي الشيخ مقصود والأشرفية شمالي مدينة حلب، مؤكدًا أن الفصائل التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة نفذت خرقًا جديدًا على عدة محاور. وأضاف البيان أن آلية مدنية من نوع "تركس"، كانت تعمل في أحد مقالع الحجارة بين منطقتي السكن الشبابي والكاستيلو، تعرضت للاستهداف، مما أدى إلى أضرار مادية وتوقفها عن العمل. كما سجلت "الأسايش" خروقات أخرى في محيط حي الشيخ مقصود، خاصة في منطقة دوار شيحان وحاجز العوارض، معتبرة أن هذه الأعمال تمثل انتهاكًا للاتفاقيات المبرمة والهدنة المتعلقة بوقف إطلاق النار، وتشكل تهديدًا للأمن والاستقرار في الحيين والمنطقة عمومًا. وحملت "الأسايش" الحكومة المسؤولية عن هذه الخروقات، وطالبت باتخاذ إجراءات فورية لوقفها وضمان التزام جميع الأطراف بالاتفاقات والهدن الموقعة.
وردًا على بيان "الأسايش"، أكد مصدر عسكري لعنب بلدي أن الخروقات المذكورة بدأت من جانب "الأسايش"، مشددًا على أن القوات الحكومية لم تبادر إلى التصعيد. وأوضح المصدر أن عناصر "الأسايش" اعتدوا في البداية على مواقع تابعة للقوات الحكومية، مما دفع الأخيرة إلى الرد على تلك الاعتداءات، وأن ما جرى لاحقًا جاء في إطار هذا الرد دون نية لتوسيع الاشتباك.
وكانت مدينة حلب قد شهدت هدوءًا نسبيًا منذ مساء الاثنين، 22 من كانون الأول، بعد سلسلة من الاشتباكات والقصف المتبادل بين قوى الأسايش والجيش السوري. وتركزت التوترات في محيط حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، بالإضافة إلى دواري الليرمون وشيحان شمالي المدينة. وارتفعت الحصيلة النهائية لضحايا استهداف قوات "أسايش" للأحياء السكنية في مدينة حلب إلى أربعة قتلى وتسعة مصابين، وفقًا لما ذكرته قناة "الإخبارية السورية" الرسمية نقلًا عن مديرية صحة حلب.
ويشهد حيا الشيخ مقصود والأشرفية، منذ صباح الثلاثاء، 23 من كانون الأول وحتى اليوم، حركة نزوح متقطعة لبعض الأهالي، في ظل مخاوف من تجدد الاشتباكات واتساع رقعتها. وأفاد مراسل عنب بلدي بخروج عائلات باتجاه أحياء أكثر هدوءًا، وسط حالة من القلق والترقب السائدين بين السكان، خشية عودة التصعيد خلال الساعات المقبلة. ولم تقتصر حركة النزوح على حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، بل امتدت إلى أحياء قريبة من مناطق التماس، من بينها حي الشيخ طه، حيث غادرت بعض العائلات منازلها بشكل احترازي، تحسبًا لاحتمال تجدد الاشتباكات أو تعرض المنطقة للقصف.
سوريا محلي
سياسة
سياسة
سوريا محلي