مؤيد حميدة: من ريف جبلة، شغف الخشب يحول التحديات إلى إبداع فني


هذا الخبر بعنوان "شاب يحول الخشب إلى لوحات إبداعية وفنية" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في زمن تتسارع فيه وتيرة البحث عن فرص العيش، يختار بعض الشباب مسار الشغف ليجعلوه مشروع حياة حقيقياً، لا مجرد ترف. مؤيد حميدة، الشاب القادم من ريف جبلة، يجسد هذا النموذج، مؤمناً بأن الموهبة، متى ما وجدت الفرصة، تتحول إلى قصة نجاح ملهمة، حتى لو بدأت بإمكانات متواضعة وأدوات بسيطة.
مؤيد، خريج كلية الاقتصاد – قسم إدارة المشاريع، يعمل في مهنة دهان وعزل أسطح المنازل، إلا أن قلبه ظل متعلقاً بالخشب، تلك المادة التي وجد فيها مساحة واسعة للتعبير الفني وامتداداً لروح الطبيعة. في حديثه لـ"الحرية"، أوضح مؤيد أن شغفه بالخشب بدأ كهواية بسيطة، حيث كان يجمع القطع الخشبية ويصنع منها تصاميم يدوية متنوعة. وبدعم وتشجيع كبيرين من زوجته، تحولت هذه الهواية تدريجياً إلى حرفة حقيقية.
يعمل مؤيد اليوم على تنفيذ لوحات وديكورات خشبية بتصاميم متعددة ومتنوعة، تتميز بجماليتها العالية ودقتها في التفاصيل. يسعى جاهداً ليمنح كل قطعة طابعاً خاصاً يمزج بين البساطة والأناقة، مبرزاً جمال الخشب الطبيعي دون تكلف. ويؤكد أن كل عمل ينجزه يحمل بصمته الشخصية، سواء كان لوحة حائطية، أو قطعة ديكور منزلية، أو تصميماً خاصاً حسب طلب الزبون.
لم يبدأ مشروع مؤيد كعمل تجاري، بل كان شغفاً شخصياً بحتاً. نقطة التحول جاءت عندما قرر توثيق أعماله بالصور ونشرها على إحدى المجموعات عبر الإنترنت تحت اسم "موهبتي". تفاعل واسع، تعليقات مشجعة، وإعجاب لافت من المتابعين، تبعها تواصل مباشر عبر الماسنجر والواتس أب لطلب تنفيذ تصاميم خاصة. لم يمضِ وقت طويل حتى أصبح العمل التزاماً فعلياً، مع شحن المنتجات إلى مختلف المحافظات.
وعن التحديات، أشار مؤيد إلى أن بدايته كانت من الصفر تماماً، دون امتلاك عدة نجارة خاصة في المنزل، حيث اعتمد في البداية على أدوات بسيطة جداً. ومع الوقت، حاول تأمين ما يحتاجه من معدات، إلا أن ارتفاع أسعار الأدوات والآلات اللازمة شكل عائقاً حقيقياً أمام تطوير عمله وتوسيع إنتاجه بالشكل الذي يطمح إليه.
أما عن التسويق، فأوضح أن اعتماده الأساسي ينحصر في الإنترنت وطلبات الزبائن المباشرة، نظراً لارتفاع سعر الخشب وعدم قدرته على تنفيذ قطع مسبقاً وعرضها للبيع دون طلب مضمون. مبيناً أن الصعوبة الأكبر التي يواجهها حتى اليوم هي نقص المعدات، رغم توافر الطلب والرغبة الجدية بالعمل والتطوير. ورغم الجهد الكبير الذي تتطلبه هذه الحرفة، يصفها مؤيد بأنها عالم خاص من الذوق والفن والدقة والإحساس، قائلاً: "العمل مع الخشب عالم ثانٍ، لأن فيه روح الطبيعة". هذه العبارة تختصر علاقته بهذه المادة التي لم تعد مجرد خامة عمل، بل شريك يومي في الإبداع.
تشكل قصة مؤيد حميدة نموذجاً حياً لشباب سوريين حولوا الشغف إلى فرصة، متحدين قلة الإمكانات وغلاء الأدوات، ومعتمدين على الإرادة والابتكار. وبين تعب المهنة وجمالها، يواصل مؤيد نحت طريقه بثبات، مؤمناً بأن الخشب ليس مادة صماء، بل روح تصاغ بالصبر والفن.
ثقافة
ثقافة
ثقافة
ثقافة