الشبكة السورية لحقوق الإنسان تكشف تفاصيل اعتقال "فراس البرجس" في الرقة وتدين الانتهاكات


هذا الخبر بعنوان "الشبكة السورية لحقوق الإنسان تدين اعتقال ناشط إعلامي في الرقة" نشر أولاً على موقع snacksyrian وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بشدة اعتقال الناشط الإعلامي فراس البرجس، البالغ من العمر 27 عاماً، من منزله الكائن في منطقة المساكن الشبابية بمدينة الرقة. وأكدت الشبكة أن عملية الاعتقال تمت دون إبراز أي مذكرة اعتقال رسمية.
وأفادت الشبكة في بيان صادر عنها بأن الاعتقال، الذي جرى في الثامن من كانون الأول الجاري، تخلله اعتداء بالضرب على البرجس قبل اقتياده إلى مقر الاستخبارات الواقع في منطقة شارع النور بمدينة الرقة.
ووفقاً للشبكة، ظل البرجس محتجزاً في مقر الاستخبارات حتى السادس عشر من الشهر ذاته، حيث مُنعت عائلته من زيارته أو التواصل معه تماماً طوال هذه المدة. كما لم يُسمح له بتوكيل محامٍ، وهو ما يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوقه القانونية الأساسية.
وفي السادس عشر من كانون الأول، تم نقل البرجس إلى ما يُعرف بـ "محكمة الإرهاب" في مدينة عين العرب/كوباني، الواقعة شمال شرقي محافظة حلب، دون تقديم أي توضيحات رسمية حول وضعه القانوني أو الأساس القانوني لاحتجازه. وأشارت المعلومات التي حصلت عليها الشبكة إلى توجيه اتهامات إليه بالتعامل مع مؤسسات إعلامية تابعة للحكومة السورية.
تأتي هذه الواقعة ضمن سياق توقيفات واعتداءات متكررة تطال صحفيين وناشطين في عموم سوريا، وسط غياب شبه تام للتحقيقات الجدية في هذه الانتهاكات.
ولفتت الشبكة إلى أن "محكمة الإرهاب" المنشأة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تُصنف كمحكمة استثنائية. وأوضحت أنها تشبه في طبيعتها "محكمة الإرهاب" التي أسسها نظام بشار الأسد، وذلك من حيث افتقارها للأساس الدستوري والقانوني الواضح، واعتمادها على تعريفات فضفاضة للإرهاب، وانتقاصها من ضمانات المحاكمة العادلة.
وخلصت الشبكة في استنتاجاتها القانونية إلى أن اعتقال البرجس يمثل احتجازاً تعسفياً، بما يتوافق مع المادة (9) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. كما اعتبرت أن منعه من التواصل مع عائلته أو محاميه ينتهك المادة (14) من العهد ذاته، والتي تتعلق بضمانات المحاكمة العادلة. وأضافت أن الاعتداء الجسدي الذي تعرض له يشكل معاملة قاسية ومهينة، وقد يصل إلى مستوى سوء المعاملة المحظور بموجب المادة (7).
وفي ضوء هذه الانتهاكات، وجهت الشبكة توصياتها إلى قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، مطالبة بالإفراج الفوري عن فراس البرجس، ووقف ممارسات الاعتقال التعسفي، وفتح تحقيق شفاف في واقعة الاعتداء، وكفالة جميع حقوق المحتجزين. كما حثت المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحرية الصحافة على ممارسة الضغط ومتابعة هذه القضية.
وأكدت الشبكة أنها مستمرة في تحقيقاتها وجمع الأدلة المتعلقة بالقضية، ودعت كل من يملك معلومات ذات صلة إلى تزويدها بها عبر بريدها الإلكتروني.
يُذكر أن فراس البرجس من مواليد عام 1998، وقد تلقى عدة دورات تدريبية في مجال الصحافة والإعلام ضمن أكاديميات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية. ويعمل حالياً في إذاعة "صوت الحياة"، وسبق له العمل منذ عام 2018 في وكالة هاوار ثم قناة روناهي، وجميع هذه المؤسسات تعمل ضمن مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" وقسد، بحسب ما أفادت به الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وفي سياق متصل بالاعتقالات في عموم سوريا، كشف تحقيق أجرته وكالة "رويترز" عن اعتقال أكثر من 829 شخصاً لأسباب أمنية منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول 2024. وأفاد التحقيق بأن السجون تكتظ اليوم بسوريين اعتقلتهم القوات الحكومية دون توجيه اتهامات رسمية لهم.
وأوضحت وكالة رويترز أن مقابلاتها مع ذوي المعتقلين وأشخاص احتجزوا سابقاً، بالإضافة إلى مراجعتها لقوائم المحتجزين في سبعة مراكز احتجاز وعدة تقارير حول الاكتظاظ في السجون، أظهرت أن العدد الفعلي للمعتقلين الأمنيين أعلى بكثير من الرقم الذي تمكنت من تحديده.
وأضافت الوكالة أن ما لا يقل عن 28 سجناً ومركز احتجاز يعودان لعهد "الأسد" قد عاودت العمل مجدداً خلال العام الجاري. كما أشارت إلى إرسال معتقلين لأسباب أمنية إلى سجون كانت تديرها "هيئة تحرير الشام" في إدلب.
منوعات
سياسة
سياسة
سياسة