الروبوتات تكتسب "نظرية العقل": مشروع PRIMI لتمكين الآلات من فهم نوايا البشر

أصبحت الروبوتات جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ممتدة من مجالات الرعاية الصحية المتخصصة إلى المساعدة المنزلية البسيطة. لكن بناء علاقة ثقة حقيقية بين الإنسان والآلة يتجاوز مجرد الكفاءة التقنية، إذ يتطلب قدرة الروبوت على فهم البشر واستنتاج نواياهم ودوافعهم.

هذا التحدي هو محور بحث علمي رائد تجريه جامعة مانشستر ضمن مشروع طموح يُعرف باسم PRIMI. يركز المشروع على تطوير ما يُسمى بـ "نظرية العقل" لدى الروبوتات، وهي القدرة المحورية التي تمكنها من استنتاج ما يفكر فيه البشر، أو ما يفضلونه، أو ما ينوون القيام به في مواقف مختلفة.

يهدف هذا الابتكار إلى تطوير تقنيات روبوتية ذاتية متقدمة، تستطيع توقع احتياجات المستخدمين وتقديم المساعدة الاستباقية، بالإضافة إلى التكيف بذكاء مع سلوكياتهم المتغيرة بمرور الوقت. كما تسعى هذه الروبوتات إلى الاستجابة للمواقف بتفاعل اجتماعي أكبر وأكثر ذكاءً.

يعتمد الباحثون في جامعة مانشستر على نهج متعدد التخصصات، يدمج المعارف العميقة من مجالات علم النفس وعلوم الأعصاب والذكاء الاصطناعي. يهدف هذا الدمج إلى ابتكار روبوتات تجمع بين الذكاء الحركي، الذي يمكنها من التفاعل المادي مع البيئة، والذكاء المعرفي، الذي يمنحها القدرة على الفهم والاستنتاج.

وقد نُشرت النتائج الأولية لهذا العمل البحثي الهام في مجلة ACM Transactions on Human-Robot Interaction المرموقة. ومن المقرر أن تُختبر الرؤية التطبيقية للمشروع في دراسات سريرية تهدف إلى إعادة تأهيل مرضى السكتة الدماغية، مما يبرز الأثر المحتمل لهذه التكنولوجيا في تحسين جودة الحياة.

في حال نجاح مشروع PRIMI، فإنه سيفتح آفاقاً واسعة لتطوير جيل جديد من الروبوتات التي تتميز بذكاء فائق وموثوقية أعلى، مما يعزز دورها الإيجابي في مختلف جوانب الحياة البشرية.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار