بموافقة أمريكية: روسيا تقود مفاوضات أمنية بين سوريا وإسرائيل وتواجه استياءً سعوديًا


هذا الخبر بعنوان "بموافقة أمريكية.. روسيا تدير مفاوضات بين سوريا وإسرائيل" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
كشف تقرير صادر عن “هيئة البث الإسرائيلية” (كان) اليوم الخميس، عن تحرك روسي، مدعومًا بموافقة أمريكية، للتوسط في محادثات بين إسرائيل وسوريا. تهدف هذه المحادثات إلى التوصل لاتفاق أمني بين الجانبين.
ووفقًا لمصدر أمني إسرائيلي مطلع على تفاصيل المفاوضات، فقد عززت موسكو ودمشق التنسيق بينهما خلال الأسابيع الأخيرة. وأفادت “كان” بأن روسيا استقدمت مؤخرًا قوات ومعدات إلى قاعدة حميميم في اللاذقية، استعدادًا لتسيير دوريات روسية في الجنوب السوري.
ويسعى الجانب الروسي، بحسب المصدر ذاته، إلى إعادة انتشار قوات الجيش السوري في الجنوب السوري، بالقرب من الحدود مع إسرائيل، بما يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل انهيار النظام السابق.
وكان وفد مشترك من وزارتي الدفاع السورية والروسية قد أجرى جولة ميدانية في 17 من تشرين الثاني الماضي، شملت عددًا من النقاط والمواقع العسكرية في الجنوب السوري. وذكرت “الوكالة السورية للأنباء” (سانا) حينها أن الزيارة هدفت إلى الاطلاع على الواقع الميداني في إطار التعاون القائم بين الجانبين.
مصدر من محافظة القنيطرة، فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، صرّح لعنب بلدي حينها بأن الرتل توقف في موقعين يُعدّان من أبرز النقاط التي شهدت انتشارًا روسيًا في عهد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وهما منطقة الناصرية التي كانت تضم قاعدة روسية، ومنطقة الحيران التي تواجد فيها ضباط روس سابقًا. وضمت منطقة الحيران عددًا من السرايا العسكرية القديمة التابعة لجيش نظام الأسد المخلوع، على مسافة تقارب ثلاثة كيلومترات من خط الحدود، “من دون تنفيذ أي نشاط واضح”.
وتفضّل إسرائيل، وفقًا لـ”كان”، وجودًا روسيًا في الجنوب السوري، معتبرةً إياه بديلًا عن أي محاولة تركية للتوسع أو التمركز في تلك المنطقة الحساسة. وأشار المصدر الأمني لـ”كان” إلى أنه، على الرغم من الوساطة الروسية، لا تزال هناك خلافات قائمة بين دمشق وتل أبيب، إلا أن الأسابيع الماضية شهدت “تقدمًا نسبيًا” في مسار المحادثات غير المباشرة.
في السياق الإقليمي، نقلت “كان” أن المملكة العربية السعودية تواصل تشديد موقفها من أي اتفاق محتمل بين سوريا وإسرائيل. وأكدت الرياض للإدارة الأمريكية أن السلوك الإسرائيلي في سوريا يساهم في إبعاد فرص التطبيع بين الرياض وتل أبيب.
ونقلت عن مصادر في العائلة المالكة السعودية قولها إن الرياض ترى أن إسرائيل “لا تريد دولة مستقرة في سوريا”، بل تسعى إلى إبقائها ضعيفة أو منقسمة، وأن هذا التوجه سينعكس سلبًا على مسار التطبيع. وتتمسك السعودية بشرط لم يتغير، وهو ربط أي اتفاق مع إسرائيل بإحراز تقدم فعلي نحو حل الدولتين في القضية الفلسطينية.
وأفادت مصادر إسرائيلية بأن الرياض نقلت، خلال الأشهر الماضية، رسائل “غاضبة” إلى واشنطن بشأن السياسات الإسرائيلية في سوريا، وبدأت تستخدم هذا الملف كورقة ضغط إضافية في ملف التطبيع. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن غياب اتفاق أمني يخفف التوتر في سوريا سيؤدي إلى مزيد من تعقيد المشهد، وسيُبعد أكثر مسار التطبيع مع السعودية، الذي يواجه أصلًا عقبات كبيرة بسبب الموقف السعودي الثابت من القضية الفلسطينية.
وكان الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل قد تعثر في أيلول الماضي بسبب مطلب إسرائيل السماح لها بفتح “ممر إنساني” إلى محافظة السويداء جنوب سوريا، بحسب ما ذكرت وكالة “رويترز” حينها. وتعتبر إسرائيل أن التوصل لاتفاق أمني مع سوريا أصبح “أبعد من أي وقت مضى”.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة