تقرير يكشف عن تقدم "ملحوظ" في المحادثات السورية-الإسرائيلية حول اتفاق أمني محتمل بوساطة أمريكية روسية


هذا الخبر بعنوان "تقرير: تقدم بالمحادثات السورية- الإسرائيلية بشأن الاتفاق الأمني" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
أفاد موقع “i24NEWS” الإسرائيلي، يوم الخميس 25 من كانون الأول، بأن المحادثات الدائرة بين سوريا وإسرائيل حول اتفاق أمني قد أحرزت تقدمًا “ملحوظًا” خلال الأسابيع الماضية، مما يفتح الباب أمام إمكانية توقيع الاتفاق في وقت قريب. ونقل الموقع عن مصدر سوري مقرب من الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أن هذا التقدم الأخير في مسار المفاوضات يعزى إلى “جهود كبيرة” قام بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. وأشار المصدر إلى أن الاتفاق المرتقب قد يشتمل على ملحق دبلوماسي، ومن المحتمل أن يتم توقيعه خلال اجتماع رفيع المستوى يجمع الجانبين السوري والإسرائيلي في إحدى الدول الأوروبية في الفترة القادمة. ولم يستبعد المصدر نفسه إمكانية التوقيع المباشر على الاتفاق في حال انعقاد لقاء بين الرئيس السوري، أحمد الشرع، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، قد صرح في حوار نشرته مجلة “المجلة” بتاريخ 20 من تشرين الثاني الماضي، بأن دمشق تتطلع إلى اتفاق يستند إلى اتفاق “فض الاشتباك” لعام 1974، مع إدخال “تعديلات طفيفة” عليه ودون الحاجة لإنشاء مناطق عازلة. على الجانب الآخر، يذكر التقرير أن إسرائيل ترفض طلب دمشق بانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المواقع التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. ونقل موقع “i24NEWS” عن مصادر إسرائيلية تأكيدها أن الجيش الإسرائيلي قد ينسحب من بعض النقاط التسع التي يتمركز فيها حاليًا داخل سوريا، لكن هذا الانسحاب مشروط بالتوصل إلى “اتفاق سلام كامل” مع دمشق، وليس مجرد اتفاق أمني.
وفي سياق متصل، أفاد تقرير لهيئة البث الإسرائيلية ( كان )، يوم الخميس 25 من كانون الأول، بأن روسيا تسعى، بدعم وموافقة أمريكية، للقيام بدور الوسيط بين إسرائيل وسوريا في محادثات تهدف إلى إبرام اتفاق أمني بين الجانبين. ووفقًا لمصدر أمني إسرائيلي مطلع على تفاصيل المفاوضات، فقد كثفت موسكو ودمشق جهود التنسيق بينهما خلال الأسابيع الأخيرة. وذكرت “كان” أن روسيا قامت مؤخرًا باستقدام قوات ومعدات إلى قاعدة حميميم في اللاذقية، تحضيرًا لتسيير دوريات روسية في جنوبي سوريا. ويسعى الجانب الروسي، بحسب المصدر ذاته، إلى إعادة انتشار قوات الجيش السوري في الجنوب السوري، بالقرب من الحدود مع إسرائيل، بما يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل انهيار النظام السابق. وتفضل إسرائيل، وفقًا لـ”كان”، الوجود الروسي في الجنوب السوري، حيث تعتبره بديلاً لأي محاولات تركية للتوسع أو التمركز في هذه المنطقة الاستراتيجية. وأوضح المصدر الأمني لـ”كان” أنه بالرغم من الوساطة الروسية، لا تزال هناك خلافات قائمة بين دمشق وتل أبيب، إلا أن الأسابيع الماضية شهدت “تقدمًا نسبيًا” في مسار المحادثات غير المباشرة.
وفي سياق التطورات الإقليمية، ذكرت “كان” أن المملكة العربية السعودية ما زالت تشدد موقفها الرافض لأي اتفاق محتمل بين سوريا وإسرائيل، مؤكدة للإدارة الأمريكية أن الممارسات الإسرائيلية في سوريا تسهم في تقويض فرص التطبيع بين الرياض وتل أبيب. ونقلت عن مصادر من العائلة المالكة السعودية أن الرياض تعتقد أن إسرائيل “لا ترغب في وجود دولة مستقرة في سوريا”، بل تسعى لإبقائها ضعيفة أو منقسمة، وأن هذا التوجه سيؤثر سلبًا على عملية التطبيع. وتتمسك السعودية بشرطها الثابت الذي يربط أي اتفاق مع إسرائيل بإحراز تقدم ملموس نحو حل الدولتين في القضية الفلسطينية. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الرياض أرسلت، خلال الأشهر الماضية، رسائل “غاضبة” إلى واشنطن بخصوص السياسات الإسرائيلية في سوريا، وبدأت تستغل هذا الملف كورقة ضغط إضافية في قضية التطبيع. ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية، فإن عدم التوصل إلى اتفاق أمني يخفف من حدة التوتر في سوريا سيزيد من تعقيد المشهد، وسيبعد أكثر مسار التطبيع مع السعودية، الذي يواجه بالفعل تحديات كبيرة بسبب الموقف السعودي الراسخ من القضية الفلسطينية.
وكان الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل قد واجه تعثرًا في أيلول الماضي، وذلك بسبب مطالبة إسرائيل بالسماح لها بفتح “ممر إنساني” إلى محافظة السويداء جنوبي سوريا، وفقًا لما أوردته وكالة “رويترز” في ذلك الوقت. وتنشط واشنطن على خط “الاتفاق الأمني” بين سوريا وإسرائيل.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة