تصعيد إسرائيلي في القنيطرة: قصف وتوغلات تستهدف محيط تل الأحمر الشرقي وحوادث ضد مدنيين

تشهد مناطق ريف القنيطرة تصعيداً ميدانياً متواصلاً، يتجلى في استمرار التحركات العسكرية الإسرائيلية وما يصاحبها من قصف وتوغلات، مما يخلق أجواء من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة الحدودية. وفي سياق هذه التطورات، تعرض محيط تل الأحمر الشرقي في ريف القنيطرة الجنوبي، صباح اليوم، لقصف بثلاث قذائف أطلقتها قوات إسرائيلية متمركزة في تل الأحمر الغربي، وذلك بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السورية.

ترافق القصف بإطلاق نار كثيف باستخدام أسلحة رشاشة ومتوسطة باتجاه المنطقة المستهدفة، إلا أنه لم يتم تسجيل أي إصابات بين المدنيين. كما رُصد تحليق مكثف لطيران إسرائيلي في أجواء محافظة القنيطرة بالتزامن مع القصف، وامتد هذا التحليق ليشمل أجواء العاصمة دمشق، في ظل نشاط جوي إسرائيلي متكرر تشهده المنطقة خلال الفترة الأخيرة.

تأتي هذه الأحداث ضمن سلسلة من الحوادث المماثلة التي شهدها ريف القنيطرة في الأيام القليلة الماضية. فبالأمس، أقدمت القوات الإسرائيلية على إطلاق النار باتجاه مدنيين كانوا يتواجدون في الأراضي الزراعية قرب قرية العشة في الريف الجنوبي للمحافظة، مما اضطرهم لمغادرة المنطقة. وقبل يومين، سُجلت حادثة أخرى تمثلت باستهداف أطفال ونساء بقنابل دخانية أثناء تواجدهم في المنطقة الواقعة بين قريتي العدنانية ورويحينة في ريف القنيطرة الشمالي.

على الصعيد الميداني، تواصل القوات الإسرائيلية تعزيز مواقعها في تل الأحمر الغربي، حيث قامت بتوسيع نقاط سيطرتها وإقامة سواتر ترابية جديدة، بالإضافة إلى تحصين وتدعيم المواقع العسكرية القائمة. وفي إطار التحركات البرية، توغلت قوة إسرائيلية مكونة من آليتين عسكريتين، يوم أمس، في عدة قرى بريف القنيطرة الجنوبي. انطلقت هذه القوة من تل الأحمر الغربي، ومرت بطريق قرية كودنة وصولاً إلى عين زيوان، ثم اتجهت إلى قرية سويسة حيث انتشرت داخلها ونفذت عمليات تفتيش للمارة، مما أربك الحركة داخل القرية.

تعتبر دمشق هذه التحركات خرقاً متكرراً لاتفاق فضّ الاشتباك الموقّع عام 1974، وتؤكد أن الوجود الإسرائيلي في الجنوب السوري يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. وتجدد سوريا مطالبتها بانسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيها، مشددة على أن جميع الإجراءات المتخذة في الجنوب السوري غير شرعية ولا تترتب عليها أي آثار قانونية. كما تحث دمشق المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته والعمل على وقف هذه الانتهاكات وإلزام إسرائيل بالعودة إلى الالتزام الكامل باتفاق فضّ الاشتباك.