عبد اللطيف محرز: إرث إنساني وإبداعي خالٍ من التناقضات


هذا الخبر بعنوان "عبد اللطيف محرز…سيبقى حاضراً في ذاكرة الكثيرين إنساناً مُحِبّاً مُبدعاً:لم يكن لديه ذلك التناقضُ أو حتّى التبايُنُ بين ما يقولُ وما يفعل" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
بقلم صالح سلمان
حينما وهبت روحك للقصيدة، انطلقت تحلّق في فضاءات المحبّة بأجنحة الإبداع، ربما كان ذلك قبل أن تبني العصافير أعشاشها على عتبات دارك. فهل كان للطبيعة الغنّاء في "بيت ناعسة" دورٌ في صقل شخصيتك؟ أم أن الدور كان لتلك الطبيعة الإنسانية المبنية على الألفة والإخاء والمحبة التي نشأت عليها؟ أم لتلك القراءات المتنوعة والغزيرة التي رفدتك بما يسمو بالنفس باستمرار؟ أم لكل هذا مجتمعاً؟ وهل كان لهذه الإنسانية أن تنمو وتصبح طبعاً وفكراً لولا رفدها بالقيم الوطنية والقومية التي اعتمدتها نهجاً لحياتك؟
إنها أسئلة ليست عصيّة على الإجابة، تماماً كما أن الكلمات حين تبوح بمكنوناتها ليست عصيّة على الإدراك لمن يعون جيداً دور الكلمة وفاعليتها عبر التاريخ. فإذا قيل: "للكلمة الحرة فعل الرصاصة"، فأنا أقول: "للكلمة الحرة فعل الماء" أيضاً.
لم يكن لديك ذلك التناقض، أو حتى التباين، بين ما تقول وما تفعل، وهذا أمر ليس بالسهل، خاصة وأنك عشت في زمن كان فيه التباين والتناقض سائدين إلى حد كبير لدى الكثيرين. هذا ما توصلت إليه منذ أن تعرفت إليك، وكنت وقتذاك رئيساً لفرع نقابة المعلّمين في طرطوس، حيث وجدت لديك اهتماماً بزملائك وبالأدباء منهم على وجه الخصوص. وقد ترك ذلك اللقاء انطباعاً حسناً لديّ عنك.
بعد ذلك، وعبر لقاءاتنا المتعددة في اتحاد الكتّاب العرب، قبل أن تصبح رئيساً لفرعه في طرطوس، وأثناء ذلك وبعده، أو في المراكز الثقافية والمهرجانات الأدبية، توطدت هذه العلاقة لتصبح صداقة متينة. لم أزرك مرة إلا ووجدتك تقرأ، وكم من مرة كنت أول من يسمع قصائدك!
لم تكن متحيزاً لشكل محدد من أشكال الشعر، على الرغم من أنك كنت تكتب الشكل القائم على نظام الشطرين. ولا بد لي هنا من أن أذكر تلك السنة التي كنا فيها ثلاثة في لجنة تحكيم المسابقة الشعرية التي أعلن عنها فرع الاتحاد، أنت والشاعر المرحوم محمد إبراهيم حمدان وأنا. حيث كانت القصيدة الفائزة من نمط قصيدة النثر، وكنا قد أعطيناها درجات متقاربة جداً، على الرغم من أننا لم نتناقش في أمرها قبل ذلك. وهذا عدم التحيّز أو التعصب لم يكن مقتصراً على الأدب والفن وحدهما، بل ينسحب على حياتك ومواقفك بصورة عامة.
ستبقى حاضراً في ذاكرة الكثيرين إنساناً محباً مبدعاً. لروحك السلام.
(اخبار سوريا الوطن 2-الكاتب)
سوريا محلي
ثقافة
ثقافة
ثقافة