تحليل استراتيجي: أهداف إسرائيل من الاعتراف بـ"أرض الصومال" وتداعياتها على الأمن العربي


هذا الخبر بعنوان "إسرائيل و”ارض الصومال”" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٧ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في تحليل بقلم محمد خير الوادي، يرى الكاتب أن إسرائيل تسعى من خلال قرارها الاعتراف بجمهورية ارض الصومال إلى تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية محددة، تترك تداعيات عميقة على المنطقة العربية.
الهدف الأول يتمثل في تشجيع الأقليات والحركات المتمردة ضمن الدول العربية على المضي قدماً في مخططاتها الانفصالية، وذلك تحت غطاء أمني إسرائيلي. ويُعد هذا تجسيداً لاستراتيجية الصهيونية التي تهدف إلى تفتيت الدول العربية وإشعال الفتن الطائفية، بالإضافة إلى إنعاش التيارات الانفصالية فيها.
أما الهدف الثاني، فيركز على التحكم بأهم الشرايين المائية الدولية التي يمتلكها الوطن العربي، وهما مضيق باب المندب وقناة السويس. ويهدف هذا إلى إبطال إمكانية فرض أي حصار بحري مستقبلاً على إسرائيل في البحر الأحمر، ومنح الكيان الصهيوني مواقع استراتيجية تؤهله للتحكم بالملاحة في كل من باب المندب وقناة السويس.
ويأتي الهدف الثالث ليخلق تهديداً مباشراً لأمن السعودية، ويدفعها نحو التطبيع غير المشروط مع إسرائيل. وسيمارس هذا الضغط على السعودية عبر القاعدة العسكرية الإسرائيلية المزمع إقامتها في ارض الصومال، حيث ستُستخدم هذه القاعدة لأغراض التجسس والتنصت والتشويش، فضلاً عن تنظيم العمليات التخريبية ضد السعودية وغيرها من الدول العربية.
ويشير الكاتب إلى أن الأنظمة العربية ارتكبت خطأً كبيراً بإهمالها الصومال وغض الطرف عن الحركة الانفصالية التي أعلنت عام 1991 إقامة كيان انفصالي على جزء من الأراضي الصومالية. ويُعتبر هذا درساً للمستقبل، مفاده أن التسامح مع أية حركة انفصالية يمكن أن يؤدي إلى كوارث استراتيجية تهدد الأمن العربي.
وفي ضوء هذه التطورات، يدعو الكاتب إلى تقديم دعم عربي فوري – سياسي ومالي وعسكري – للحكومة الشرعية الصومالية التي أدانت القرار الإسرائيلي واعتبرته باطلاً. كما يؤكد على ضرورة إشراك الدول الإسلامية، لا سيما تركيا، في هذه الجهود. وفي الوقت نفسه، يشدد على أهمية بذل جهود عربية وإسلامية جادة لمحاصرة جميع الحركات الانفصالية في الدول العربية ومنعها من تنفيذ مخططاتها.
ويختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن هذا القرار الإسرائيلي يمثل تحدياً استراتيجياً للعرب والمسلمين، ويجب ألا يمر دون رد مناسب.
(المصدر: اخبار سوريا الوطن)
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة