معاناة متفاقمة في ريف دمشق: سرقة الكوابل الكهربائية تغرق السكان في الظلام وتعيق حياتهم


هذا الخبر بعنوان "سكان ريف دمشق يشتكون سرقة الكوابل الكهربائية" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
رغم التحسن النسبي الذي شهدته التغذية الكهربائية في ريف دمشق خلال الأشهر الماضية، برزت ظاهرة مقلقة أخرى تؤثر سلبًا على خدمات هذا القطاع وتؤرق المواطنين، وهي سرقة الكوابل الكهربائية. وقد انتشرت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ مع بداية فصل الشتاء، وتحولت من حدث عابر إلى مشكلة مستمرة، حيث يضطر بعض المواطنين للعيش أسابيع أو حتى شهرًا كاملًا دون كهرباء بانتظار استبدال الكابلات المسروقة.
منذ ثلاثة أسابيع، تعيش عائلة مريم داوود، من سكان منطقة الكسوة، في ظلام دامس دون كهرباء، وفق ما ذكرته لعنب بلدي. ورغم تقديم شكوى إلى مديرية الكهرباء في المنطقة، لم تتلق العائلة سوى وعود بإصلاح قريب لم يتحقق بعد. أوضحت مريم أن العائلة تعتمد على ضوء الشموع، وأن لديها ثلاثة أولاد في المدرسة، مما يسبب لهم معاناة “كبيرة جدًا” في عملية تدريسهم وكتابة وظائفهم مساءً، في ظل ضوء خافت لا يساعد على القراءة، الأمر الذي دفع بعضهم إلى التقصير في دراسته نتيجة للوضع الراهن. طالبت مريم الجهات الحكومية بإيجاد حلول سريعة لهذه الظاهرة التي تسبب مشكلات جمة للسكان، مشيرة إلى ضرورة تفعيل دوريات أمنية في كل منطقة للمراقبة ومنع اللصوص من سرقة كوابل الكهرباء.
من جانبها، قالت المعلمة جمانة فلاح، من منطقة حجيرة بريف دمشق، إنها لم ترَ الكهرباء في بيتها منذ أسبوعين، بسبب سرقة الكابل الكهربائي المغذي لحارتها. وأضافت أنها أصبحت تشعر بالإحراج من شحن أجهزتها الكهربائية لدى جيرانها في الحارة المجاورة. كما أشارت إلى حاجتها لتحضير الدروس للطلاب في المساء، بالإضافة إلى تصحيح الأوراق الامتحانية في أيام المذاكرات، الأمر الذي يسبب لها معاناة كبيرة في ظل انقطاع الكهرباء. وتعد المسألة الأكثر إرباكًا لجمانة هي اضطرارها لغسل ثيابها بيديها، مما يسبب لها معاناة وإرهاقًا، فضلاً عن أن الثياب لا تخرج نظيفة بالقدر الكافي كما لو أنها نظفتها بالغسالة. وتعتقد جمانة أنه من الصعب على الحكومة تخصيص دوريات أمن لكل حارة في المنطقة، مشيرة إلى ضرورة تفعيل لجان شعبية في كل منطقة لمراقبة اللصوص وإلقاء القبض عليهم، وتسليمهم للجهات المعنية، فالمسألة أصبحت ظاهرة لا يمكن تحملها، بحسب وصفها.
من جهته، تحدث رامي الأسعد، من سكان الحجر الأسود، عن معاناته من انقطاع الكهرباء في بيته منذ شهر كامل. وقد أصبحت لديه مهمة يومية تتمثل في حمل أجهزته الكهربائية، مثل بطارية الإنارة والجوالات، إلى أحد المحال التي تقوم بشحنها مقابل أجر مادي، مشيرًا إلى أن الأمر مربك خاصة في مسألة البطارية ذات الوزن الثقيل. وقال إنه لم يستفد شيئًا من الشكوى إلى مديرية الكهرباء، سوى وعود بالإصلاح القريب دون أي تغيير على أرض الواقع. وبرأي رامي، فإن الحل يكمن في التعاون بين الجهات الحكومية والأهالي، من خلال تفعيل لجان شعبية في الحارات لمراقبة اللصوص وتسليمهم للجهات الأمنية. وطالب بفرض عقوبات قاسية ورادعة بحق اللصوص، إذ إن هذه العقوبات ستسهم في التخفيف من حدة الظاهرة، بحسب رأيه.
أرجع المكتب الإعلامي في وزارة الطاقة أسباب التأخر في استبدال الكوابل الكهربائية إلى الإمكانيات المحدودة في الوزارة. ونوه إلى أن قطاع الكهرباء من القطاعات الخاسرة التي تكلف الدولة الكثير من الأموال، خاصة أن عملية جباية الفواتير لم تكتمل حتى الآن. وأضاف أن الوزارة تعاني من نقص في الكوابل الكهربائية بالكمية المطلوبة، مشيرًا إلى أنها تعمل على تأمين هذه الكميات في الفترة القريبة المقبلة. وأكد المكتب الإعلامي أن المؤسسة العامة للكهرباء تقوم بعملية الإصلاح فور توفر الكوابل المطلوبة مباشرة.
وقال المكتب الإعلامي في وزارة الطاقة لعنب بلدي، إن الوزارة اتخذت عددًا من الإجراءات لمكافحة التعديات على الشبكة الكهربائية وسرقة بعض الكوابل، من خلال التنسيق بين الوزارة والمؤسسة العامة للكهرباء من جهة، ووزارة الداخلية من جهة أخرى. وأشار إلى أن المؤسسة العامة للكهرباء تبلغ وزارة الداخلية بأي شكوى أو انقطاع للتيار الكهربائي نتيجة عمليات سرقة الكوابل الكهربائية، لمتابعة الموضوع وإجراء التحريات اللازمة فور وقوع الحدث، سعيًا لإلقاء القبض على اللصوص، في محاولة لإنهاء الظاهرة.
سوريا محلي
اقتصاد
سوريا محلي
سوريا محلي