إنفلونزا H3N2 تنتشر بسرعة وتتجه نحو الذروة: دعوات عاجلة للتلقيح ورفع جاهزية المستشفيات


هذا الخبر بعنوان "إنفلونزا H3N2 نحو الذروة … والأولوية للتلقيح" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
ينتشر فيروس الإنفلونزا من سلالة A (H3N2) بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى ارتفاع تدريجي ومتسارع في أعداد الإصابات التي تستدعي دخول المستشفى. ورغم عدم وجود مؤشرات حالية على مخاطر مرتفعة أو تسجيل وفيات، إلا أن هذه السلالة، بفضل تحوراتها، تختلف عن سابقاتها، وتشير أعراضها إلى احتمالية أن تكون أكثر حدة وقسوة. ومع أن لا داعي للهلع في الوقت الراهن، فإن الوضع لا يبدو مستقراً، حيث لا يزال الموسم في بداياته ويتجه نحو ذروة محتملة، خاصة وأن الفترة الأكثر حساسية تمتد من بداية كانون الأول حتى شباط. وفي هذا السياق، تعمل المستشفيات على رفع مستوى جاهزيتها تحسباً لأي تطور غير متوقع. وقد أكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة، الدكتور بيار يارد، أنه حتى في حال ازدياد أعداد الإصابات، فإن السيناريو لن يكون مشابهاً لـ«موسم كورونا».
بالرغم من ذلك، تسجل المستشفيات حالياً أعداد إصابات تتجاوز ما اعتادت عليه في المواسم السابقة، خصوصاً بين كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة ومستعصية، الذين يمثلون الفئة الأكثر ضعفاً في معظم مواسم العدوى. ويزيد من هشاشة هذه الفئة إهمال العادات الوقائية التي يجب أن تكون أولوية مع بداية كل موسم، وفي مقدمتها لقاح الإنفلونزا الذي يُعد ضرورياً للتخفيف من حدة الإصابة وتقليل الحاجة إلى الاستشفاء.
في هذا الصدد، لفت الاختصاصي في الأمراض الجرثومية، الدكتور عبد الرحمن البزري، إلى انخفاض حاد في نسب التلقيح بين كبار السن بشكل خاص وفي المجتمع عموماً. وعزا الدكتور البزري هذا الانخفاض إلى «الدعاية السيئة» التي صاحبت اللقاحات، لا سيما بعد جائحة كورونا، مشيراً إلى أن «جميع المسنّين الموجودين حالياً في المستشفيات غير ملقّحين بلقاح الإنفلونزا». هذا التراخي في التلقيح ينعكس بوضوح في ارتفاع أعداد الحالات التي تتطلب الاستشفاء، وكذلك في التكاليف، خاصة وأن مدة الإقامة قد تتراوح بين ثلاثة وعشرة أيام.
لا يقتصر تفاقم هذه الموجة وازدياد حدتها على نقص التلقيح فحسب، بل تتداخل عوامل أخرى مرتبطة بطبيعة الفيروس المنتشر حالياً، وبموسم الأعياد وما يصحبه من ازدحام واختلاط اجتماعي واسع. ويُعرف أن انتشار الفيروس لا يقتصر على لبنان، بل يُسجل في عدة دول أخرى. ورغم أن هذه السلالة ليست جديدة أو طارئة، إلا أنها تتميز هذا الموسم بحدة نسبية وسرعة انتشار أكبر، نتيجة تحورات جعلتها «أكثر قدرة على التسبب بإصابات أشد وبانتشار أسرع مقارنة بالمواسم السابقة»، حسبما أوضحت وزارة الصحة في بيان لها أول من أمس. وقد ساهم تزامن انتشار الفيروس مع احتفالات الميلاد ورأس السنة وفترات العطل في توسيع دائرة الاختلاط الاجتماعي، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أعداد الإصابات.
وبناءً على ذلك، يظل أفضل سبل المواجهة الأولية هو الإقبال على تلقي لقاح الإنفلونزا، حتى في ذروة الموسم (الذي يؤخذ عادة ابتداءً من شهر أيلول). وتؤكد وزارة الصحة أن «اللقاحات المتوافرة حالياً تغطي السلالات المنتشرة وتسهم في خفض نسب الاستشفاء والحالات الشديدة». كما شددت الوزارة على ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية الأساسية، مثل النظافة الشخصية والتعقيم، وتجنب الأماكن المزدحمة، وارتداء الكمامة عند الضرورة، بالإضافة إلى سائر إجراءات السلامة الصحية.
صحة
صحة
صحة
صحة