ظهور مهيب لذئاب بيضاء نادرة في جبال القلمون: خبراء يوضحون أسباب التكيف وتحديات التنوع البيولوجي


هذا الخبر بعنوان "ذئاب بيضاء تظهر بجبال عسال الورد في القلمون" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في مشهد طبيعي آسر ومثير للدهشة، رصدت ذئاب بيضاء في جرود عسال الورد بجبال القلمون الغربي ضمن محافظة ريف دمشق. وقد ظهر ذئبان أبيضان، وفقاً لعلام العبد، يتحركان بهدوء وحذر بين الصخور البيضاء، كاسرين سكون الفضاء الثلجي الواسع الذي يكسو الهضاب والتلال.
أكد المزارع محسن بكر، أحد سكان المنطقة، لصحيفة «الحرية» أنه رصد اليوم في أعالي جبال عسال الورد بريف القلمون الغربي، حيث يغطي الثلج كل شيء، ظهور ذئاب بيضاء تتميز بفراء كثيف بلون الثلج والصخور، يعكس أشعة الشتاء الخافتة. وأوضح بكر أن هذا الظهور للذئاب البيضاء وسط جبال القلمون الثلجية يمثل مشهداً طبيعياً مهيباً، ويُعزى إلى الذئب القطبي المعروف بفروه الأبيض الكثيف الذي يساعده على التخفي والتدفئة، وتكيفه مع البيئات الثلجية. ويُعد هذا النوع رمزاً للقوة والجمال في الطبيعة الشتوية، وغالباً ما يظهر في صور وفيديوهات رائعة وهو يتجول في الغابات والأراضي الشاسعة أو المناطق ذات الثلوج الكثيفة.
من جانبه، شرح الخبير البيئي الدكتور عصام البارودي أسباب وجود هذه الذئاب وتكيفها، مشيراً إلى أن الفراء الأبيض يمتزج تماماً مع الثلج المحيط، مما يمنح الذئب قدرة عالية على التخفي من فرائسه وتجنب أعدائه. وأضاف البارودي أن رؤية الذئاب البيضاء في صور مهيبة وهي تقف أو تجري أو حتى تستمتع باللعب وسط الجبال الثلجية، يخلق مناظر طبيعية شتوية آسرة. وأكد أن مشاهدة هذه الذئاب وسط الثلوج تبرز جمالية الحياة البرية وقدرة الكائنات على التكيف، وهي ظاهرة غالباً ما ترتبط بالذئاب أو القطط التي تعيش في بيئات شديدة البرودة.
وفي سياق متصل، أفادت المهندسة الزراعية مياس الخوري بأن جبال القلمون في سوريا تشكل موطناً لتنوع بيولوجي حيوي، يضم حيوانات برية كالذئب والضبع والثعلب والنيص، فضلاً عن أنواع عديدة من الطيور. ورغم غنى المنطقة بالتنوع الحيوي، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة، منها هجمات الذئاب المتزايدة على المزارع بسبب الجفاف، مما يثير الذعر بين السكان في بلدات مثل دير عطية. ومع ذلك، تظل هذه الجبال جزءاً لا يتجزأ من التراث الطبيعي والتاريخي للمنطقة.
وأوضحت الخوري أن موجات الجفاف التي ضربت البادية السورية قد دفعت بالحيوانات المفترسة إلى النزوح نحو جبال القلمون بحثاً عن الغذاء والمأوى، الأمر الذي أسهم في تزايد هجماتها على المزارع والمواشي في مدن القلمون.
منوعات
منوعات
منوعات
منوعات