تحسين التواصل في 2026: 12 عادة سلبية ينصح خبراء «تايم» بالتخلي عنها لتعزيز العلاقات والصحة النفسية


هذا الخبر بعنوان "12 عادة تواصل يُفضَّل التخلّي عنها في 2026" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٣١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
مع مطلع كل عام جديد، تتجه النقاشات غالباً نحو تطوير الذات في مجالات الصحة والإنتاجية والنجاح المهني، لكن جانباً حيوياً لا يقل أهمية غالباً ما يبقى في الظل: أسلوب تواصلنا مع الآخرين. في تقرير حديث نشرته مجلة «تايم»، يؤكد خبراء في علم التواصل أن الارتقاء بمهارات الحوار قد يكون من أكثر القرارات تأثيراً على جودة العلاقات، واستقرار الصحة النفسية، وحتى الشعور العام بالعافية.
استند التقرير إلى آراء أكاديميين ومتخصصين في التواصل الإنساني، ورصد 12 عادة شائعة أصبحت تُضعف فعالية التواصل في العصر الحديث. ويقترح هؤلاء الخبراء التخلي عن هذه العادات مع دخول عام 2026، بهدف بناء تواصل أكثر وضوحاً ودفئاً وإنسانية.
تشير مجلة «تايم» إلى أن الرسائل الرقمية خلال عام 2025 بدأت تفقد طابعها الشخصي. فمنشورات ورسائل البريد الإلكتروني وحتى محادثات المواعدة بدت مصقولة لغوياً، لكنها متشابهة بشكل لافت. وبحسب أستاذة دراسات التواصل أودرا نورو، فإن الاعتماد المفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي جعل الرسائل «تفقد نبضها»، وتبدو كقوالب جاهزة لا تعكس شخصية صاحبها. وتؤكد نورو أن استخدام هذه الأدوات يجب أن يقتصر على المساعدة أو العصف الذهني، لا أن يكون بديلاً عن الصوت الإنساني الحقيقي.
يُعدّ ترك الرسائل من دون رد، رغم الاطلاع عليها، من أكثر العادات التي تولّد القلق وسوء الفهم لدى الطرف الآخر. فالصمت، وفق الخبراء، يتحوّل بحد ذاته إلى رسالة مبهمة. وتنقل «تايم» عن متخصصين أن حلاً بسيطاً، كإرسال جملة قصيرة توضّح الانشغال، كفيل بالحفاظ على استقرار التواصل، من دون فرض استجابة فورية.
يصف التقرير ظاهرة Breadcrumbing، وهي تقديم اهتمام متقطّع يوحي بالاستمرارية من دون وجود التزام فعلي. هذا الأسلوب، وإن بدا أقل قسوة من الاختفاء المفاجئ، يخلق حالة طويلة من الترقّب والارتباك العاطفي. وتشير الأبحاث، بحسب «تايم»، إلى أن هذا النمط قد يكون أكثر إضراراً نفسياً، لأنه يُبقي الطرف الآخر عالقاً في حالة عدم يقين مستمرة.
من العادات الشائعة أيضاً محاولة «التخفيف» من مشاعر الآخرين بعبارات مثل: «الأمر ليس بهذه الخطورة». ورغم أن النية غالباً ما تكون حسنة، فإن هذا الأسلوب قد يشعر الطرف الآخر بعدم التقدير. وينصح الخبراء، كما ورد في التقرير، باستبدال ذلك بالإنصات الفعّال وطرح أسئلة تُظهر الفهم، بدلاً من القفز مباشرة إلى تقديم الحلول.
تلفت «تايم» إلى أن إجراء مكالمات فيديو في الأماكن العامة قد يضع الآخرين في موقع «مستمعين قسريين»، خصوصاً عندما تكون الأحاديث شخصية. وهو سلوك بات شائعاً، لكنه يفتقر إلى الوعي بالمساحة المشتركة واحترام خصوصية الآخرين.
في بيئات العمل، على وجه الخصوص، أصبح كثيرون يبدأون الرسائل مباشرة بالمطلوب، متجاوزين التحية أو السؤال البسيط عن الحال. ويرى الخبراء أن هذا الأسلوب يجرّد التواصل من إنسانيته، ويجعله أقرب إلى تعامل آلي جاف.
من العادات المزعجة أيضاً توجيه أسئلة عامة تخفي طلباً محدداً، ما يضع الطرف الآخر في موقف محرج أو يجعله يشعر بالاستغلال. وتشدد المجلة على أن الوضوح المسبق أكثر احتراماً للعلاقة وللوقت.
الصمت في الحوار ليس فراغاً يجب ملؤه دائماً. وتشير «تايم» إلى أن التسرّع في الكلام، بدافع تجنّب الصمت، قد يؤدي إلى وعود غير محسوبة أو كلمات يندم عليها المتحدث لاحقاً. فالصمت قد يتيح فرصة للتفكير.
يعرض التقرير مفهوم Gunnysacking، أي تراكم الاستياء بصمت ثم تفريغه دفعة واحدة في لحظة غضب. ويرى الخبراء أن معالجة الخلافات الصغيرة فور حدوثها أكثر صحة للعلاقات من تركها تتراكم وتتفاقم.
تحذّر «تايم» من توظيف مصطلحات مثل «النرجسية» أو «التلاعب النفسي» لوصف نزاعات عادية أو سلوكيات يومية، لما في ذلك من تبسيط مخلّ للمفاهيم وتشويه للغة الصحة النفسية الحقيقية.
الصراحة قيمة أساسية في التواصل، لكنها قد تتحوّل إلى أداة إيذاء حين تُستخدم بلا وعي أو مراعاة لمشاعر الآخرين. ويوصي الخبراء بالتفكير في توقيت الكلام وأثره قبل إطلاقه، لضمان أن تكون الصراحة بناءة لا هدامة.
تختتم المجلة بالإشارة إلى أن القرب في العلاقات لا يعني التطابق في الآراء أو وجهات النظر. فالعلاقات الصحية، بحسب التقرير، قادرة على استيعاب أكثر من وجهة نظر في الوقت نفسه، وتحترم التباين كجزء طبيعي من التفاعل الإنساني.
تؤكد مجلة «تايم» أن تحسين التواصل لا يتطلب مهارات خارقة، بل وعياً يومياً بالعادات الصغيرة التي تشكّل نبرة الحوار وجودته. فالتخلّي عن هذه السلوكيات لا يعني السعي إلى الكمال، بل الاقتراب خطوة إضافية من تواصل إنساني أكثر صدقاً واحتراماً وعمقاً.
منوعات
منوعات
منوعات
منوعات