يعود اسم الشاعر السوري "أدونيس" ليتردد مجدداً ضمن قائمة المرشحين لجائزة نوبل للآداب لهذا العام. فقد أصبح "أدونيس" مرشحاً دائماً للجائزة منذ عام 1988، وهو العام الذي شهد فوز الكاتب المصري "نجيب محفوظ" كأول عربي يحصل على هذا التكريم.
سناك سوري _ دمشق
يعتبر "أدونيس" السوري الوحيد الذي يتم ترشيحه باستمرار لجائزة "نوبل" بمختلف فئاتها. ويظهر اسمه هذا العام في قوائم المرشحين للجائزة، إلى جانب أسماء بارزة مثل الكاتبة الصينية "كان شيويه"، والشاعرة الكندية "آن كارسون"، والروائي الياباني "هاروكي موراكامي"، والروائي الروماني "ميرتشا كارتاريسكو".
الشاعر، الذي ينحدر من قرية "قصابين" في ريف "اللاذقية"، يبلغ من العمر 95 عاماً. يُعد "أدونيس" من القلة الباقية من كبار منظّري الأدب العربي ومحلّلي الشعر العربي. سعى "أدونيس" على مدى عقود من الكتابة والبحث إلى إعادة تعريف مكانة القصيدة العربية في الأدب العالمي.
صاحب "أغاني مهيار الدمشقي" يحمل تاريخاً طويلاً من المواقف الجريئة تجاه قضايا معقدة وجوهرية كالأدب والدين والحضارة، بالإضافة إلى القدرة على مواكبة الحداثة والإسهام فيها. ولا يزال كتابه "الثابت والمتحول" مرجعاً هاماً في نقد الثقافة العربية منذ نشره عام 1973.
لا يمكن فصل موقف "أدونيس" من الصراع في سوريا عن حظوظه في جائزة "نوبل". تنقسم الآراء حوله بين من يعتبره شاعراً حداثياً اعتاد المواجهة الصدامية مع العنف الديني، وبين من انتقد بشدة صمته عن ارتكابات نظام "بشار الأسد" واعتبره مؤيداً لنظام قمعي، على الرغم من تاريخ "أدونيس" في معارضة النظام ذاته.
من جهة أخرى، يستبعد البعض فوز "أدونيس" بجائزة "نوبل" هذا العام بسبب الاعتبارات التي تضعها الأكاديمية السويدية في عملية الاختيار، ووجود منافسين يتميزون بكتابات متجددة وحيوية تجذب جمهوراً عالمياً أوسع، في حين يرى البعض أن نتاج "أدونيس" الأدبي يمثل رمزية تاريخية أكثر من كونه يواكب العصر، خاصة مع تراجع زخم مؤلفاته بحكم التقدم في السن. وكانت قصيدته "السماء الآن هي نفسها الموت" آخر ما نُشر له في أواخر عام 2023.