الأربعاء, 8 أكتوبر 2025 10:57 PM

أردوغان يطالب "قسد" بتنفيذ التزاماتها وسط تحركات دبلوماسية في سوريا

أردوغان يطالب "قسد" بتنفيذ التزاماتها وسط تحركات دبلوماسية في سوريا

جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطالبته لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بالوفاء بتعهداتها واستكمال عملية الاندماج في المؤسسات السورية. وأكد أردوغان، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز" يوم الأربعاء 8 تشرين الأول، أن صبر تركيا وحكمتها وكرمها تجاه "قسد" لا يجب أن يُفسر على أنه ضعف.

وشدد على أن "وحدات حماية الشعب" (الكردية)، التي تعد المكون الأكبر في "قسد"، لا تلتزم باتفاق "10 آذار" الموقع بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وقائد "قسد"، مظلوم عبدي، معتبرًا أنها تتحرك بتحريض من إسرائيل. وأضاف أن من يتجه نحو أنقرة ودمشق سينتصر، مشيرًا إلى أن التحالف بين الأتراك والأكراد والعرب هو مفتاح السلام والأمن الدائمين في المنطقة.

وأكد الرئيس التركي على اتفاق بلاده ودمشق على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وأن تركيا لن تسمح أبدًا بانزلاق سوريا إلى حالة من عدم الاستقرار، وأنها تراقب عن كثب جميع التطورات على الأرض، وستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوري.

بعد لقاء الطرفين

تأتي تصريحات أردوغان بعد اجتماع بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، في دمشق يوم 7 تشرين الأول. وأكدت وكالة "فرانس برس" نقلًا عن مصدر حكومي أن هذا اللقاء هو الثاني من نوعه منذ آذار الماضي. وذكرت "فرانس برس" أن اللقاء حضره المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم براك، وقائد القيادة الأمريكية الوسطى براد كوبر. وضم وفد "الإدارة الذاتية"، وفقًا لوكالة "هاوار" المقربة من "الإدارة الذاتية"، مظلوم عبدي والقياديتين في "قسد"، إلهام أحمد وروهلات عفرين.

وقال وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في تغريدة على حسابه بمنصة "إكس"، إنه التقى بمظلوم عبدي في دمشق، وتم الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار في كافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فوريًا.

ما الملفات؟

أعلنت "الإدارة الذاتية" عن نتائج أولية للاجتماعات التي عقدت، والتي تناولت ملفات دستورية وأمنية وإنسانية تهدف إلى تعزيز الاستقرار وبناء السلام في سوريا. وذكر حساب "اتصالات شمال وشرق سوريا" على "إكس" أن الطرفين ناقشا تعديل دستور البلاد، معتبرًا أن هذه النقطة بالغة الأهمية، إذ يجب أن يمثل دستور أي دولة جميع سكانها ويحمي كل فرد.

كما تمت مناقشة مبدأ دمج "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وقوات الأمن الداخلي ضمن إطار وطني موحد، وهو ما وصفه الوفد بأنه خطوة نحو تشكيل جيش منظم وفعال يخدم حماية جميع السوريين. ودعا الوفد إلى وقف إطلاق نار شامل وفوري في شمال شرقي سوريا وحلب، مؤكدًا ضرورة أن يعيش جميع السوريين في بلد آمن. وأوضح حساب "اتصالات شمال وشرق سوريا" أن المباحثات تطرقت كذلك إلى قضية عودة النازحين وسبل مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذه الملفات تعد قضايا رئيسة لضمان الاستقرار والسلام الدائم في سوريا.

ولم يتم توقيع أي ورقة رسمية بعد بين الطرفين بحسب حساب "الوفد" على "إكس". ووجه "الوفد" شكره إلى كل من وزارة الخارجية الفرنسية والقيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) والسفارة الأمريكية في تركيا على دعمهم وجهودهم في تسهيل هذا الحوار، مؤكدًا أن هذه الأطراف ساهمت بفعالية في تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف.

عقب اشتباكات حلب

يأتي ذلك بعد اشتباكات بين "قسد" والجيش السوري في حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب. وتوقفت الاشتباكات بشكل نهائي في مدينة حلب بين الجيش السوري من جهة، و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المسيطرة على الحيين من الجهة الثانية، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. وفي 4 تشرين الأول، رفض وزير الخارجية السوري لقاء وفد من "قسد"، لأنه لم يكن هناك أي موعد محدد من الأساس، ولأن وصول الوفد تم دون تنسيق مسبق مع الجهات المعنية، وفقًا لمصدر حكومي.

مشاركة المقال: