الثلاثاء, 30 سبتمبر 2025 03:50 PM

أزمة التعليم في دير الزور: مدارس مكتظة ونقص حاد في المقاعد يهدد مستقبل الطلاب

أزمة التعليم في دير الزور: مدارس مكتظة ونقص حاد في المقاعد يهدد مستقبل الطلاب

مع انطلاق العام الدراسي الجديد، يواجه آلاف الطلاب في دير الزور تحديات متزايدة تعيق حقهم في الحصول على التعليم، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها معظم المدارس في المدينة وريفها. ورغم أن هذه الصعوبات تؤثر على مختلف المناطق، إلا أنها تظهر بشكل أكثر حدة في ريف دير الزور الخاضع لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية، حيث يتفاقم الاكتظاظ في الفصول الدراسية ويزداد النقص في الكوادر والتجهيزات، مما يحول المدرسة إلى عبء إضافي على الأطفال وعائلاتهم بدلاً من أن تكون بيئة تعليمية آمنة.

يقول أحمد الصالح، وهو طالب في المرحلة الإعدادية: "يضم صفنا أكثر من 70 طالبًا، يجلس بعضنا على الأرض، ويتناوب آخرون على المقاعد. لا نستطيع سماع المعلم بوضوح، والدروس تمر بسرعة بسبب الفوضى". ويتكرر هذا المشهد في معظم مدارس دير الزور، حيث يؤكد أولياء الأمور أن غياب التخطيط والاستعداد المناسبين جعل استيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب أمرًا شبه مستحيل.

توضح سمية الخلف، معلمة اللغة العربية، أن جزءًا كبيرًا من المدارس لم يخضع للترميم منذ سنوات: "العديد من الغرف الصفية مهدمة أو تفتقر إلى النوافذ، والمقاعد مكسورة، ويتكدس الطلاب في القاعات المتبقية. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدد المعلمين غير كاف، مما يضطرنا إلى تدريس عدة فروع في وقت واحد". وتضيف أن نقص المواد التعليمية الحديثة والمستلزمات الأساسية مثل الكتب والدفاتر يزيد من صعوبة العملية التعليمية.

من جانبه، يصف مروان العلي، وهو والد لثلاثة طلاب، الوضع بأنه مأساوي: "أرسل أطفالي إلى المدرسة وأنا أعلم أنهم لن يتعلموا كما ينبغي. الفصول الدراسية مكتظة، والمعلمون مرهقون، ولا توجد رقابة حقيقية أو خطط لإصلاح الوضع. أشعر أن مستقبل أطفالي يضيع يومًا بعد يوم".

بالإضافة إلى الاكتظاظ، تواجه المنطقة أزمة أخرى نتيجة لتحويل عدد من المدارس إلى مقرات إدارية وعسكرية من قبل قوات سوريا الديمقراطية قبل سنوات، ولا تزال هذه القوات متمركزة فيها حتى اليوم، مما قلل من عدد المباني المتاحة للطلاب. كما أن عددًا من المدارس المدمرة لا يزال خارج الخدمة على الرغم من مطالب الأهالي والمنظمات المحلية بإعادة تأهيلها.

يرى ناشطون أن أزمة التعليم في دير الزور ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة لتراكم سنوات من الإهمال ونقص التمويل وغياب الرقابة الفعالة. وبينما تبذل بعض المبادرات المحلية جهودًا متواضعة لتأهيل المدارس، تظل الحاجة ملحة إلى تدخل أوسع من الجهات المعنية والمنظمات الدولية لضمان بيئة تعليمية مناسبة للأطفال.

في ظل هذا الواقع، يواصل طلاب دير الزور رحلتهم التعليمية في ظروف قاسية لا تليق بحق أساسي مثل التعليم. وبين أمل الأهالي في تحسن قريب وواقع يعكس عجزًا مستمرًا، تظل أزمة المدارس في المحافظة مرآة للأوضاع العامة التي تعيشها المنطقة، وناقوس خطر يهدد مستقبل جيل كامل ما لم يتم اتخاذ خطوات جادة وسريعة لمعالجة الوضع.

مشاركة المقال: