يشهد حي السبعات في مدينة الرستن، الواقعة في ريف حمص الشمالي، أزمة حادة نتيجة الغياب التام لشبكات الصرف الصحي. يتسبب ذلك في تدفق مياه المجاري في الشوارع الرئيسية بشكل يومي، الأمر الذي يفاقم الوضع مع تزايد الكثافة السكانية بعد عودة المهجرين إلى منازلهم.
تفاصيل الوضع في حي السبعات:
أكد سكان ومسؤولون محليون لمنصة "سوريا 24" أن مياه الصرف الصحي تتدفق في الشارع الرئيسي للحي منذ أكثر من سبع سنوات، دون إيجاد حلول جذرية. يضم الحي مدرستين ابتدائيتين، مما يعرض الأطفال لخطر التلوث الصحي أثناء ذهابهم وإيابهم من المدارس.
المحامي أحمد خطاب، أحد سكان الحي، أوضح لمنصة "سوريا 24" أن مياه الصرف تتدفق أيضًا في مدخل مدينة الرستن، بالقرب من دوار الساعة القديمة، وشارع الثورة (المكان السابق لشعبة الحزب)، وشارع الصليبة. وأشار إلى أن البلاغات المتكررة للبلدية لم تسفر عن إصلاح دائم، بل تقتصر الأعمال على إصلاحات مؤقتة، يعود بعدها العطل إلى نفس المواقع بعد فترة قصيرة. وأضاف أن البلدية تقوم بـ"دور ضعيف وخجول" في معالجة المشكلة، رغم تكرار الأعطال في أكثر من موقع.
أسباب الأزمة: دمار الحرب وإهمال الترميم:
أكد محمود سليمان، من مكتب العلاقات والإعلام في المجلس المحلي في الرستن، لمنصة "سوريا 24" أن غالبية مناطق المدينة وريف حمص الشمالي تعاني من مشاكل في الصرف الصحي، نتيجة الدمار الذي لحق بالبنية التحتية خلال سنوات الحرب، خصوصًا بسبب القصف بالبراميل المتفجرة. وأوضح سليمان أن النظام السابق تعمد عدم ترميم شبكات الصرف الصحي بعد تضررها، مما أدى إلى تدهورها الكامل. ومع عودة السكان، زاد الضغط على الشبكات غير القابلة للاستخدام، مما ضاعف من حدة المشكلة. وأشار إلى أنه كان من المقرر تقديم عروض من منظمات محلية ودولية لإعادة تأهيل البنية التحتية للصرف الصحي، لكن لم ينفذ أي مشروع حتى الآن.
حوادث صحية خطيرة:
أفاد خطاب بوقوع حادثة قبل أكثر من 20 يومًا، تمثلت بقطع مياه الشرب عن منطقة جامع العمري، بعد اختلاطها بمياه الصرف الصحي. وأضاف أن العطل استمر حتى تم تحديد موقع التسرب وإجراء إصلاح مؤقت. وأكد أن سبب هذه الحوادث المتكررة هو "التدمير الكامل للبنية التحتية لمياه الشرب والصرف الصحي"، وعدم وجود خطط لإعادة تأهيلها بشكل شامل.
مناطق أخرى متضررة:
إلى جانب حي السبعات، تشمل المناطق الأكثر تضررًا: مدخل مدينة الرستن (دوار الساعة القديمة)، شارع الثورة، شارع الصليبة، منطقة جامع العمري.
المطالب: حلول جذرية وتدخل عاجل:
لا توجد حتى الآن خطة رسمية من المجلس المحلي أو الجهات المعنية لإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي في الرستن. يطالب السكان بتدخل منظمات إنسانية وتمويل خارجي لتنفيذ مشاريع إعادة إعمار شاملة، بدلًا من الإصلاحات المؤقتة التي لا تحل المشكلة، وفق تعبيرهم.