الجمعة, 11 يوليو 2025 02:24 PM

أزمة الهجرة تتفاقم: اليونان تستقبل موجة جديدة وسط اكتظاظ مراكز الإيواء وتصاعد المخاوف الأوروبية

أزمة الهجرة تتفاقم: اليونان تستقبل موجة جديدة وسط اكتظاظ مراكز الإيواء وتصاعد المخاوف الأوروبية

تواجه اليونان تدفقاً متزايداً للمهاجرين غير النظاميين القادمين من السواحل الليبية، حيث رُصدت سفينة تقل 520 شخصاً قبالة جزيرة جافدوس، جنوب جزيرة كريت، في ظل أحوال جوية سيئة بلغت فيها الرياح قوة 6 بوفورت. قامت السلطات بنقل المهاجرين غير النظاميين مباشرة إلى مدينة لافريو، بعد أن بلغت مراكز الإيواء في الجزيرة أقصى قدراتها الاستيعابية.

تشير التقديرات إلى أن جزيرة إيجينا تؤوي نحو 900 مهاجر، بينما تجاوز عدد المقيمين في ظروف غير ملائمة في مدينة ريثيمنو 600 شخص. وقد تمت عملية إنقاذ المهاجرين على مسافة 17 ميلاً بحرياً قبالة جافدوس، بمشاركة سفينة تابعة للبحرية، وأخرى تجارية ترفع علم جزر البهاما، إضافة إلى طائرتين وأربع سفن دعم.

أفادت السلطات اليونانية بأنه تم احتجاز أكثر من 1,200 مهاجر في جزيرتي كريت وجافدوس خلال الأيام الماضية. ومنذ بداية العام الجاري، وصل نحو 8,000 مهاجر إلى كريت، مما أثار مخاوف متزايدة بشأن قدرة الجزيرة على الاستيعاب. وأكد المتحدث باسم الحكومة اليونانية، بافلوس ماريناكيس، أن “جزيرة كريت وسكانها يعانون من ضغوط كبيرة”، مشيراً إلى أن “الوضع معقد وخطير للغاية”، وأن بلاده قد تلجأ إلى “إجراءات أكثر صرامة وبنطاق أوسع” ما لم تُثمر الجهود الدبلوماسية. كما لفت إلى التوجه لتكثيف دوريات خفر السواحل والقوات البحرية في المنطقة.

تصاعدت المخاوف الأوروبية بعد تحول مفاجئ في زيارة وفد من الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا، تزامناً مع زيارة وزير الخارجية اليوناني جيورجوس جيرابيتريتس إلى طرابلس وبنغازي لإجراء محادثات مع كل من الحكومة المعترف بها دولياً والحكومة المنافسة، ضمن مساع لاحتواء أزمة الهجرة والنزاع المتجدد على الحدود البحرية. غير أن حكومة شرق ليبيا رفضت استقبال الوفد الأوروبي الذي ضم مفوض الهجرة ماغنوس برونر، ووزيري الهجرة في اليونان ومالطا، ووزيرة الداخلية الإيطالية، ومنعتهم من دخول البلاد عقب وصولهم إلى مطار بنغازي، واتهمتهم بانتهاك الأعراف الدبلوماسية والتشريعات الليبية.

هذا التصعيد المفاجئ ألقى بظلاله على آمال التعاون بين بروكسل وطرابلس في ضبط سواحل المتوسط، وفتح الباب أمام مزيد من تدفق المهاجرين الذين يلجؤون في الغالب لاستعمال قوارب غير صالحة للإبحار. وقد أصبحت جزيرة جافدوس الصغيرة، الواقعة جنوب كريت، مسرحاً لهذه الأزمة، إذ تغص شواطئها بالقوارب المهجورة، وبعضها لا يمكن الوصول إليه إلا سيراً على الأقدام، ما يضيف تحديات لوجستية على جهود الإنقاذ والإيواء. (EURONEWS)

مشاركة المقال: