تعاني مدينة السويداء من أزمة خبز حادة، حيث تبحث الستينية "وداد" مع شقيقتها منذ الصباح الباكر عن الخبز في معظم أحياء المدينة. ويعود ذلك إلى توقف شبه كامل للأفران نتيجة عدم دخول أي كميات من الطحين إلى المحافظة منذ ثلاثة أيام.
ووفقًا لما ذكرته "سناك سوري"، فإن الطحين الذي كان يدخل إلى المدينة عبر المعبر وبرعاية الهلال الأحمر لم يصل منذ ثلاثة أيام. بالإضافة إلى ذلك، لم تحصل السويداء على حصتها من الطحين الحكومي منذ حوالي شهرين، مما أدى إلى تفاقم الوضع وسط اتهامات للحكومة بتجاهل الاحتياجات الإنسانية للمدنيين.
تقول "وداد" لـ"سناك سوري": «تجولت على كل الأفران الخاصة في الأحياء وكذلك وسط المدينة، وكلها متوقفة بانتظار وصول مادة الطحين التي باتت عملة نادرة في مدينتنا، مع العلم أن الخبز الذي حصلنا عليه بالأمس كان رديء ولونه مائل إلى السواد وهذه الحالة تكررت عدة مرات».
أفادت مصادر محلية لـ"سناك سوري" أن الفرن الآلي استمر في العمل يوم أمس الثلاثاء لعدة ساعات حتى نفاد كمية الطحين، وعاد العديد من الأهالي بدون خبز، كما حدث مع "رضوان" البالغ من العمر 20 عامًا من مساكن القلعة، الذي قال: «وقفت أكثر من ثلاث ساعات آملاً الحصول على الخبز وعدت وعشرات مثلي دون الحصول على العشرين رغيفاً المخصصة لكل شخص منذ بداية هذه الأزمة و"حصار" السويداء وفي أيام كان المخصص عبارة عن عشرة أرغفة فقط».
من جانبه، أوضح مدير التموين في السويداء، "خلدون حماد"، لـ"سناك سوري" أن السويداء لم تحصل على حصتها من الطحين من الدولة منذ شهرين ونصف، أي منذ بداية الأحداث. وأشار إلى أن كل ما ورد إلى السويداء عبر المعبر أو طريق دمشق السويداء من معبر المتونة كان عبارة عن مساعدات من أبناء السويداء في الاغتراب أو من مبادرة أهلنا في الجولان. وأكد أنه منذ ثلاثة أيام لم تدخل أي كمية من الطحين، وأن المخابز متوقفة، باستثناء الفرن الآلي وبعض الأفران الخاصة التي عملت حتى نفاد الكمية.
يذكر أنه تم الاتفاق مؤخرًا مع منظمة الأغذية العالمية على تأمين 720 طنًا أسبوعيًا، وتمت الموافقة على إدخال 600 طن، علمًا أن الاحتياج اليومي لأفران السويداء بشكل عام يبلغ 120 طنًا. ومع ذلك، لم يتم تنفيذ الاتفاق ولم يدخل سوى 200 طن منذ أسبوع، وتكفلت بها مبادرة للقطاع الخاص بتمويل من أهالي في الجولان ولبنان وعدة دول وانتهت، وحتى الآن لم تصل كميات جديدة.