الثلاثاء, 23 سبتمبر 2025 05:01 PM

أزمة قطع الغيار تهدد حركة المركبات في رأس العين وتل أبيض وتعيق حياة السكان

أزمة قطع الغيار تهدد حركة المركبات في رأس العين وتل أبيض وتعيق حياة السكان

تشهد مدينتا رأس العين وتل أبيض في شمال سوريا والمناطق المحيطة بهما نقصًا حادًا في قطع غيار السيارات، مما يعيق عمليات الصيانة ويضطر أصحاب المركبات إلى الانتظار فترات طويلة أو البحث عن بدائل باهظة الثمن. هذا النقص يؤثر سلبًا على الحياة اليومية للسكان ويزيد من صعوبة التنقل.

أفاد عدد من الأهالي، الذين التقتهم عنب بلدي، بأن سياراتهم متوقفة بسبب النقص الحاد في القطع الأساسية، مما يجعل إصلاحها شبه مستحيل في بعض الأحيان. يضطر الكثيرون إلى انتظار وصول القطع عبر طرق التهريب من مناطق "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أو من تركيا، بأسعار مرتفعة تفوق قدرتهم المادية.

سيارات متوقفة

تعطلت سيارة معصوم السلامة من مدينة تل أبيض بسبب توقف محرك سيارته نوع "Great Wall"، موديل عام 2000. بحث معصوم في عدة محلات صيانة عن محرك جديد أو مستعمل، لكنه لم يجد أي قطعة متوفرة، مما جعله يواجه صعوبة كبيرة في إصلاح سيارته. أوضح أنه وجد محركًا لسيارته في مناطق سيطرة "قسد" بسعر 1000 دولار أمريكي، ولكن بعد إضافة رسوم التهريب والإتاوات، ارتفع السعر إلى 1800 دولار، مما جعل عملية الشراء شبه مستحيلة. اضطر في النهاية إلى بيع سيارته وهي معطلة لعدم قدرته على تأمين محرك مناسب.

أما كمال الهلباوي، من مدينة رأس العين، فقد تعطلت سيارته نوع "سانتفيه" بعد شرائها بأقل من عام، بسبب تعطل مضخة الديزل. بعد بحث طويل في المدينة، لم يجد أي قطعة متوفرة لسيارته، خاصة وأنها من النوع الحديث نسبيًا بالنسبة للمنطقة، إذ يعود تاريخ صنعها إلى عام 2010. اضطر إلى طلب توصيل مضخة المازوت من تركيا، والتي وصلت بعد 20 يومًا من تاريخ الطلب، مؤكدًا أن هذا التأخير أثر بشكل كبير على تنقلاته اليومية والتزاماته الشخصية. وأشار إلى أن ارتفاع أسعار القطع وتأخر وصولها يجعل صيانة السيارات الحديثة أمرًا صعبًا للغاية، مطالبًا الجهات المعنية بإيجاد حل عاجل لهذه المشكلة.

أثر يطال محلات الصيانة

لم يقتصر الضرر على أصحاب السيارات فقط، بل شمل أيضًا محلات الصيانة، التي تعاني من ركود شديد وقلة في العمل بسبب نقص قطع الغيار وصعوبة تأمينها. قال عدي رهيف، صاحب محل لصيانة السيارات في رأس العين، لعنب بلدي، إن نقص قطع الغيار الأساسية أثر بشكل كبير على عمل الورش، وجعل إصلاح السيارات أمرًا صعبًا للغاية، مما أدى إلى توقف عدد كبير من السيارات في المحلات دون إصلاحها. وأوضح عدي أن حتى القطع البسيطة أصبحت نادرة، ويضطر بعض العملاء للانتظار أسابيع أو أشهر للحصول عليها، سواء عبر المعابر التركية أو من مناطق سيطرة "قسد". وأضاف أن وصول القطع من مناطق "قسد" غالبًا ما يكون صعبًا وبأسعار مرتفعة، كما أن القطع القادمة عبر المعابر التركية تصل بعد انتظار طويل، وهو ما يزيد من تكلفة الصيانة على الزبائن ويحد من قدرتهم على تصليح سياراتهم. وأشار إلى أن الوضع الحالي تسبب في ركود العمل وقلة الطلبات في المحل، مطالبًا الجهات المعنية بالبحث عن حلول عاجلة لتأمين قطع الغيار وضمان استمرار عمل محلات الصيانة بشكل طبيعي.

الاستيراد من تركيا

أفاد بشار مرعي، المورد الرئيسي لقطع الصيانة لمدينتي رأس العين وتل أبيض، لعنب بلدي، بأن محلات الصيانة تعاني من نقص شديد في قطع الغيار، خاصة وأن غالبية القطع كانت تأتي من مناطق سيطرة "قسد" عبر طرق التهريب. وأوضح أن هذا الوضع خلق صعوبات كبيرة بسبب الإتاوات المرتفعة والكلفة العالية، مما أجبره كمورد على اللجوء إلى تركيا لتأمين القطع المطلوبة. وأضاف مرعي أنه تواصل مع غرفتي التجارة في المدينتين، حيث قدمتا التسهيلات اللازمة لعملهم كموردي قطع سيارات للمنطقة، وأن الإجراءات لن تتجاوز 35 يومًا لإنهاء توفير القطع. وأشار إلى أنه من المتوقع أن يساعد هذا الإجراء على تخفيف الضغط عن محلات الصيانة.

بالمقارنة مع مناطق شمالي حلب، تعاني المدينتان من نقص حاد في الدعم، وتعيشان حالة أشبه بـ"الحصار والعزلة"، مما يعرقل جهود تأمين الدعم اللازم لعدة قطاعات، منها قطع الغيار للسيارات، والأجهزة الطبية، والأدوية الأساسية. تقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، وتسيطر عليهما الحكومة السورية، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع "قسد"، ويعتبر منفذها الوحيد نحو الخارج هو الحدود التركية.

مشاركة المقال: