الأربعاء, 26 نوفمبر 2025 12:51 AM

أزمة كهرباء خانقة في دير بعلبة بحمص: محولات متهالكة تزيد معاناة الأهالي مع قدوم الشتاء

أزمة كهرباء خانقة في دير بعلبة بحمص: محولات متهالكة تزيد معاناة الأهالي مع قدوم الشتاء

يشهد حي دير بعلبة في مدينة حمص أزمة خدمية متفاقمة، سببها الرئيسي هو الاعتماد على محولات كهربائية قديمة ومتهالكة، وذلك على الرغم من الزيادة الكبيرة في عدد السكان وعودة الكثير من الأهالي إلى منازلهم في الأشهر الأخيرة. هذا الوضع أدى إلى ضغط كبير على الشبكة، مما تسبب في أعطال شبه يومية وزيادة شكاوى السكان بسبب غياب حلول جذرية.

أسباب الأزمة: شبكة قديمة وغياب الحلول البديلة

وفقًا لأقوال السكان، فإن المشكلة الأساسية تكمن في عدم تزويد الحي بمحولات كهربائية جديدة قادرة على استيعاب التوسع العمراني والزيادة السكانية. الشبكة لم تشهد أي تحديث منذ سنوات، كما أن أعمال الصيانة غير كافية، مما أدى إلى أعطال متكررة في المحولات القليلة العاملة نتيجة للضغط الهائل عليها. يزيد من تفاقم الوضع الاستجرار الكهربائي العشوائي، حيث يفتقر عدد كبير من المنازل إلى عدادات نظامية.

نقص في عدد المحولات واحتياج متزايد

أكد فهد ديب، أحد سكان دير بعلبة وعضو لجنة الحي، في حديث لمنصة "سوريا 24"، أن المنطقة "تحتاج إلى عدد كبير من المحولات الكهربائية" بسبب الزيادة اليومية في أعداد العائدين. وأوضح أن المحولات الحالية "لم تعد تتحمّل الضغط الكبير"، مما أدى إلى تكرار الأعطال وتضرر بعضها خلال الأشهر الماضية.

تأثيرات مباشرة على حياة السكان

يتحمل السكان تبعات يومية لهذه الأزمة، حيث يعتمد معظمهم على الكهرباء في التدفئة، نظرًا لارتفاع أسعار المازوت وعدم قدرة العائلات على شرائه، بحسب ديب. ومع تضرر الشبكة، تقل ساعات التغذية، ويضطر السكان إلى اللجوء إلى بدائل مكلفة أو غير آمنة. وأشار ديب إلى أن "الحل الجذري غير متاح حالياً"، مؤكدًا أن الحي يعاني منذ سنوات من تهميش خدمي وتضرر كبير في البنية التحتية منذ فترة سيطرة النظام السابقة والقصف الذي تعرضت له المنطقة.

دمار واسع في الجنوب وجزئي في الشمال

ينقسم حي دير بعلبة إلى قسمين: الجنوبي، الذي وصلت نسبة الدمار فيه إلى حوالي 90%، والشمالي، الذي يعاني من دمار جزئي، مما يجعل توزيع الخدمات أكثر صعوبة ويؤخر عمليات إعادة التأهيل. في محاولة لاحتواء الأزمة، قامت الجهات الخدمية خلال الأشهر الماضية بعدد من التدخلات الجزئية، والتي تركزت على إصلاح الأعطال الطارئة فقط، دون تنفيذ مشروع أكبر لتبديل المحولات أو تجديد الشبكة. وكان محافظ حمص قد زار الحي في آذار الماضي، والتقى بوجهاء المنطقة، واستمع إلى شكاوى الأهالي المتعلقة بالمياه والكهرباء والوضع الإنساني والخدمات الأساسية. وخلال الزيارة، تم تسليط الضوء على حجم الأضرار الكبيرة التي خلفها القصف السابق، وسط آمال من السكان بأن تشكل الزيارة بداية لتحسين الواقع الخدمي. إلا أن الأهالي يؤكدون اليوم أن الوعود لم تتحول بعد إلى إجراءات عملية، فيما تبقى الحاجة ملحة لتأهيل الشبكة وتزويد الحي بمحولات جديدة، تخفف الضغط وتعيد بعض الاستقرار إلى حياة السكان اليومية. ويأمل أبناء دير بعلبة أن تؤخذ مطالبهم هذه المرة على محمل الجد، وألا تبقى رهينة الزيارات البروتوكولية، في وقت تتسارع فيه احتياجات السكان مع حلول الشتاء، وتنامي اعتمادهم شبه الكامل على الكهرباء.

مشاركة المقال: