الخميس, 23 أكتوبر 2025 08:40 PM

أقساط رياض الأطفال الخاصة في اللاذقية: صراع بين جودة التعليم والأعباء المالية على الأسر

أقساط رياض الأطفال الخاصة في اللاذقية: صراع بين جودة التعليم والأعباء المالية على الأسر

صفاء سليمان ـ اللاذقية

تشهد محافظة اللاذقية ارتفاعًا ملحوظًا في أقساط رياض الأطفال الخاصة، حيث تتراوح التكلفة بين 3 و 6 ملايين ليرة سورية، وقد تصل في بعض المناطق إلى 7 ملايين، وفقًا لشهادات السكان. هذا الارتفاع يضع العديد من الأسر أمام خيار صعب: هل تسجيل الطفل في الروضة هو استثمار تعليمي أم عبء مالي لا يمكن تحمله؟

تزايد تكاليف رياض الأطفال

تقول ربا، من سكان مدينة جبلة، في حديث لنورث برس: "نعاني من ارتفاع أقساط الروضات التي تتراوح بين 3 و 7 ملايين ليرة سورية، وهي مبالغ باهظة للأسر، خاصة في ظل الظروف الحالية." وتضيف: "الكثير من الناس فقدوا وظائفهم، ولا يوجد دخل ثابت لتغطية هذه التكاليف، هذا بالإضافة إلى تكاليف النقل ومتطلبات الطفل خلال العام الدراسي."

تؤكد ربا على أهمية الروضة كمرحلة تأسيسية في حياة الطفل، حيث توفر له بيئة تعليمية وترفيهية واجتماعية، لكن ارتفاع التكاليف يحرم الكثير من الأطفال من هذه الفرصة الضرورية.

تشير إحصائيات غير رسمية إلى وجود ما بين 15 و 20 روضة في اللاذقية، ويتراوح عدد الطلاب في كل روضة بين 20 و 50 طفلاً.

من جهتها، ذكرت هبة، وهي من سكان جبلة أيضًا، أنها لم تتمكن من تسجيل ابنتها في أي روضة هذا العام بسبب ارتفاع الأقساط، قائلة لنورث برس: "قسط الروضة يعادل نصف الراتب، والنصف الآخر يذهب لإيجار المنزل. لم نعد قادرين على تحمل المزيد، فغلاء المعيشة يجبرنا على التركيز على توفير الطعام لأطفالنا بدلاً من تعليمهم في الروضات."

تبريرات أصحاب الروضات

في المقابل، أوضح علي عيسى، مدير روضة "الخطوة الأولى" في جبلة، أن تحديد الأقساط يتم وفقًا لتعليمات مديرية التربية، مشيرًا إلى أن الروضات تصنف إلى فئتين، أولى وثانية، بناءً على المساحة والخدمات المقدمة.

وأضاف في حديثه لنورث برس: "قسط الروضة لدينا يتراوح بين 3 و 4 ملايين ليرة، ولا يشمل النقل. نقدم مناهج إثرائية ورياض أطفال تابعة لوزارة التربية، بالإضافة إلى الزي الصيفي والشتوي خلال العام الدراسي."

وأكد أن ارتفاع الأقساط يعود إلى زيادة تكاليف التشغيل، قائلاً: "نلتزم بقانون العاملين من حيث الرواتب والأجور وفقًا لما تحدده وزارة المالية، بالإضافة إلى ارتفاع إيجارات العقارات والضرائب والترميم، فضلاً عن فواتير الكهرباء والماء. نحن نتعامل كمؤسسة تجارية، ولدينا التزامات، بما في ذلك التعاقد مع طبيب أطفال مشرف."

وعن الإقبال على الروضات هذا العام، أشار عيسى إلى أنه انخفض مقارنة بالعام الماضي بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف المعيشة والسكن في المدينة، لافتًا إلى أن بعض الأسر فضلت العودة إلى الريف. ومع ذلك، لاحظ تحسنًا طفيفًا بعد زيادة رواتب الموظفين مؤخرًا.

بينما يرى السكان أن الروضات الخاصة أصبحت عبئًا ماليًا يفوق قدرتهم، يؤكد القائمون عليها أنهم يواجهون تكاليف تشغيل مرتفعة تجعل من الصعب تخفيض الأسعار. وبين هذين الرأيين، تبقى الروضات الخاصة في اللاذقية عالقة بين مفهومين متناقضين: التعليم كرسالة، أو التعليم كتجارة.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: