الأحد, 13 يوليو 2025 07:05 PM

أكراد تركيا قلقون بشأن السلام رغم تطمينات أردوغان: شكوك في هكاري

أكراد تركيا قلقون بشأن السلام رغم تطمينات أردوغان: شكوك في هكاري

يسود الشك والقلق مدينة هكاري ذات الغالبية الكردية في جنوب شرق تركيا، حيث يراقب السكان عن كثب بدء حزب العمال الكردستاني بنزع سلاحه. ويعرب السكان، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، عن اعتقادهم بأن "الحرب لم تنتهِ بعد".

لم تنجح المراسم التي نُظمت يوم الجمعة في شمال شرق العراق المجاور، والتي تمثلت في حرق ثلاثين مقاتلاً من حزب العمال الكردستاني لأسلحتهم، في إقناع سكان هكاري باستدامة عملية السلام، خاصة بعد سنوات من العنف بين الجيش التركي والمقاتلين الأكراد. وتظهر التجهمات على الوجوه في مقاهي هكاري، التي تعتبر معقلاً للأكراد على بعد 50 كيلومترًا من الحدود العراقية، عند ذكر هذه المراسم.

ووفقًا للرئيس رجب طيب أردوغان، أودت الحرب بحياة 50 ألف مدني و2000 جندي، وقد تضررت هذه المنطقة بشدة. وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس أفرادًا من الشرطة، بينهم رجال بملابس مدنية، يجوبون شوارع المدينة الصغيرة. وفي الماضي، طارد الجيش التركي بشراسة عناصر حزب العمال الكردستاني، المصنفين كإرهابيين، والذين انسحبوا إلى الجانب الآخر من الحدود لشن عمليات مسلحة، غالبيتها دامية، في المنطقة.

ورفض أحد رواد المقاهي أن يتم تصويره قائلاً: "لا نتحدث لأننا لا نعلم ماذا سيحدث غدًا". وقال آخر، طالباً عدم الكشف عن هويته: "يمكن أن نتحدث عن أمر الآن ونُعاقب عليه غدًا. لا يزال انعدام الثقة قائماً"، مشيراً إلى فشل محاولات سابقة لإرساء السلام.

وحاول رجب طيب أردوغان طمأنة الأتراك يوم السبت، مؤكداً أن "تركيا انتصرت"، ووعد "الإخوان الأكراد بحل المشاكل عبر الحوار". كما أعلن أن لجنة برلمانية ستدرس "وتناقش المتطلبات القانونية للعملية"، بناءً على طلب قيادة حزب العمال الكردستاني.

وقف محمد دومان، وهو شاب يبلغ من العمر 26 عامًا، أمام مطعم يعمل فيه، وأكد أنه شهد ما يكفي ليشكك في الأمر. وقال: "فرقونا، وعزلونا، وضربونا، لمجرد أننا أكراد. شهدنا كل أنواع الاضطهاد والقمع...". وأضاف: "لذا، من الآن فصاعدًا، إذا أرادت (الدولة) مستقبلاً لتركيا، إذا أرادت أن تكون تركيا بيئة جيدة للجميع، وأن يعود الجميع ويتمكنوا من العيش بحرية، فعليها أن توقف كل هذا".

واعتبر أن "على الدولة أيضاً أن تتخذ خطوة" بعد عملية تدمير الأسلحة الرمزية التي نفذها حزب العمال الكردستاني في العراق. وقال: "طوال هذه السنوات، من كلا الجانبين، ومن أجل جميع شبابنا، سُفكت دماء هباءً. لم نعد نريد هذا". ورأى أن "مَن ألقوا السلاح اليوم كان بإمكانهم أن يفعلوا ذلك في وقت سابق"، موجهاً اتهاماته أيضاً لحزب العمال الكردستاني.

وتابع دومان: "يُسمونها عملية سلام. لكن من جهة، يَعقدون سلاماً مع الأكراد، ومن جهة أخرى، يعتقلون جميع أعضاء حزب الشعب الجمهوري". وهذا الحزب علماني ديموقراطي اجتماعي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، ويُعدّ أبرز قوة معارضة لإردوغان. ونفذت الحكومة مئات عمليات التوقيف لأعضاء في صفوفه بينهم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.

وقال الشاب: "لا يُمكن أن يكون هناك سلام كهذا"، مؤكداً أن "من لا يريدون السلام هم من لا يُحبون وطنهم". وأضاف: "اليوم نلتزم الصمت، ونأمل في الأفضل، وآمل أن يحدث. لكنني لا أُصدّق ذلك".

وبدا أردوغان صباح اليوم خلال كلمة أمام حزبه "العدالة والتنمية" في جلسة عامة، مُشجعاً ومُطمئناً ومُدركاً للشكوك التي تُثيرها هذه العملية. وقال الرئيس التركي رداً على مخاوف بعض الأتراك: "نعرف تماماً ما نقوم به، ولا داعي للقلق أو الخوف أو التساؤل. كل ما نقوم به هو من أجل تركيا، من أجل مستقبلها واستقلالها".

مشاركة المقال: