الأحد, 27 يوليو 2025 01:44 PM

ألمانيا تستعد لحروب المستقبل: صراصير تجسس وروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في قلب الاستراتيجية الدفاعية

ألمانيا تستعد لحروب المستقبل: صراصير تجسس وروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في قلب الاستراتيجية الدفاعية

تضع ألمانيا خططًا طموحة لمواجهة تحديات الحروب المستقبلية، مع التركيز بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشئة باعتبارها عناصر أساسية في استراتيجياتها الدفاعية الجديدة. وتهدف برلين إلى تبسيط الإجراءات البيروقراطية لتعزيز التعاون المباشر بين الشركات الناشئة والقيادة العسكرية العليا، وفقًا لـ "رويترز".

في خطوة نحو تحقيق هذا الهدف، أقرت الحكومة الألمانية مسودة قانون مشتريات جديد يهدف إلى إزالة العقبات البيروقراطية التي تواجه الشركات الناشئة، والتي غالبًا ما تعاني من نقص التمويل، بالإضافة إلى تمكينها من الحصول على دفعات مقدمة لتسريع وتيرة الابتكار. وتعتزم ألمانيا زيادة ميزانيتها الدفاعية السنوية لتصل إلى حوالي 175 مليار دولار بحلول عام 2029، وسيخصص جزء من هذه الأموال لإعادة تصور شكل الحروب.

تبرز شركة "هلسينغ" الألمانية، المتخصصة في المشاريع الدفاعية الناشئة، كأعلى الشركات قيمة في أوروبا، بعد أن تضاعفت قيمتها لتصل إلى 12 مليار دولار خلال جولة تمويلية جرت الشهر الماضي. وتعمل الشركة، التي تأسست قبل أربع سنوات، على تطوير طائرات هجومية مسيرة وأنظمة ذكاء اصطناعي متطورة للاستخدام في ساحات القتال.

وبحسب "رويترز"، فإن "هلسينغ" هي واحدة من عدة شركات دفاعية ناشئة في ألمانيا تعمل على تطوير روبوتات مدرعة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وغواصات صغيرة غير مأهولة، بالإضافة إلى صراصير تجسس مجهزة للاستخدام في المعارك. وأكد مسؤولون أن هذه الشركات الناشئة، جنبًا إلى جنب مع الشركات الكبرى في ألمانيا، تقدم المشورة للحكومة في هذا المجال.

ويرى مسؤولون ألمان أن أوروبا بحاجة إلى بناء صناعة دفاعية أوروبية قوية بدلًا من الاعتماد على الشركات الأميركية. ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات كبيرة أمام إنشاء شركات دفاعية داخل ألمانيا وأوروبا بشكل عام، حيث يعاني السوق الدفاعي الأوروبي من التشتت بسبب اختلاف معايير عقود التوريد بين الدول، على عكس السوق الأميركية الموحدة.

وكشف تحليل أجرته شركة "أفييشن ويك" في مايو أن 19 دولة أوروبية من المتوقع أن تنفق هذا العام أكثر من 180 مليار دولار على التسلح، مقارنة بالولايات المتحدة التي ستنفق 175.6 مليار دولار. وقد أصبحت ألمانيا ثاني أكبر داعم عسكري لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، وأصبحت الموافقات على العقود العسكرية، التي كانت تستغرق سنوات، تنجز الآن في غضون أشهر، مما أتاح للشركات الناشئة فرصة اختبار منتجاتها في الساحة الأوكرانية.

وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية عن اتخاذ خطوات لتسريع عمليات الشراء ودمج الشركات الناشئة بشكل أفضل، بهدف تسريع توفير التقنيات الجديدة للجيش الألماني. وأكدت رئيسة وكالة التوريد العسكرية التابعة للقوات المسلحة الألمانية، أنيته لينينغك إمدن، أن الطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي هما مجالان ناشئان يجب على ألمانيا تطويرهما.

وأوضح مدير مركز الابتكار السيبراني التابع للجيش الألماني، سيفين فيتزينغر، أن الحرب في أوكرانيا غيرت المواقف الاجتماعية وأزالت الوصمة التي كانت تحيط بالعمل في القطاع الدفاعي. وقد طورت ألمانيا عدة تقنيات عسكرية حديثة، مثل صراصير التجسس التي تطورها شركة "Swarm Biotactics"، والمجهزة بحزم صغيرة تشمل كاميرات لجمع بيانات فورية. وتستخدم نبضات كهربائية للتحكم في حركة الحشرات عن بعد، بهدف إرسالها إلى بيئات معادية لجمع معلومات عن مواقع العدو.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، ستيفان فيلهلم: "روبوتاتنا البيولوجية، المبنية على حشرات حية، مزودة بمحفزات عصبية، وأجهزة استشعار، ووحدات اتصال مشفرة. يمكن توجيهها فرديًا أو تشغيلها تلقائيًا كسرب". (SKYNEWS)

مشاركة المقال: