كشفت بيانات حديثة صادرة عن Bundesarbeitsgemeinschaft Wohnungslosenhilfe (BAGW) أن عدد الأشخاص الذين فقدوا مساكنهم في ألمانيا قد بلغ مستوى قياسياً في عام 2024، متجاوزاً حاجز المليون للمرة الأولى. وتشير التقديرات إلى أن 1.029.000 شخص في ألمانيا كانوا بلا مأوى خلال عام 2024، مما يمثل زيادة ملحوظة مقارنة بعام 2023 الذي سجل 928 ألف حالة.
وبحسب الأرقام، سجلت السلطات حتى 30 يونيو 2024 حوالي 760 ألف شخص في حالة فقدان مسكن، مقارنة بـ 681 ألف في الفترة نفسها من العام السابق. وتؤكد BAGW أن هذا الاتجاه التصاعدي مستمر دون أي علامات على التحسن، واصفة الوضع بأنه "زيادة مقلقة في معدلات انعدام السكن".
وتظهر البيانات أيضاً أن 80% من الأشخاص الذين فقدوا مساكنهم ليسوا من الجنسية الألمانية، مع ارتفاع ملحوظ في عدد القادمين من دول خارج الاتحاد الأوروبي. وتضم الإحصائيات أكثر من ربع مليون قاصر تقل أعمارهم عن 18 عاماً، بالإضافة إلى 56 ألف شخص يعيشون في الشوارع بلا مأوى فعلي.
وتعزو المنظمة هذا الارتفاع الحاد في أعداد المشردين إلى عدة عوامل، أبرزها نقص المساكن الميسورة التكلفة، وارتفاع الإيجارات، وتراكم ديون الطاقة، وتراجع عدد الشقق الاجتماعية. كما أن المشكلات الأسرية مثل النزاعات المنزلية أو الانفصال والطلاق تعتبر من بين الأسباب المتكررة لفقدان السكن.
وتحذر BAGW من أن نهاية هذا المنحنى التصاعدي ليست قريبة، مؤكدة أن استمرار أزمة السكن وارتفاع تكاليف المعيشة قد يدفع المزيد من الأسر والأفراد إلى فقدان مساكنهم، مما يجعل عام 2024 واحداً من أسوأ الأعوام في تاريخ ظاهرة التشرد في ألمانيا.