السبت, 19 يوليو 2025 09:39 AM

ألمانيا تلوّح بوقف الدعم عن دمشق على خلفية التوترات في السويداء

ألمانيا تلوّح بوقف الدعم عن دمشق على خلفية التوترات في السويداء

هددت ألمانيا بوقف دعمها للحكومة السورية إذا لم تتصدَ لأي اضطهاد ديني أو عرقي على أراضيها، وذلك في تعليق على الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء جنوبي سوريا.

أوضح وزير الخارجية الألماني، يوهان فادفول، خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو في باريس يوم الجمعة 18 من تموز، أن الحكومة السورية لن تحصل على دعم ألمانيا إلا إذا التزمت بعملية شاملة في سوريا وحمت شعبها، على حد تعبيره.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، اشترط فادفول عدم السماح باضطهاد الأفراد بسبب انتمائهم الديني أو العرقي، محذرًا من عمليات قتل بحقهم، ومؤكدًا أن هذه مسؤولية الحكومة المركزية وعليها أن تتولاها.

تأتي تصريحات وزير الخارجية الألماني تعقيبًا على التوترات التي شهدتها السويداء، وأعمال العنف والانتهاكات المتبادلة بين فصائل محلية تنتمي إلى الطائفة الدرزية ومسلحين ينتمون إلى عشائر سورية.

وأعرب الوزير عن "القلق البالغ" إزاء الأحداث في الجنوب السوري، داعيًا الحكومة السورية إلى منع أي اضطهاد ديني أو عرقي على أراضيها إذا أرادت الحصول على دعم ألمانيا.

بدأت التوترات عقب حالات اختطاف متبادلة بين عشائر البدو في السويداء وفصائل محلية تنتمي إلى الطائفة الدرزية. وتطورت الأحداث، ما دفع الحكومة السورية إلى إرسال أرتال من وزارتي الداخلية والدفاع، في 14 من تموز الحالي، لفض الاشتباكات بين الجانبين، ثم تعرضت لهجوم مضاد من الفصائل المحلية، أعقبه ضربات من إسرائيل على عدة مناطق في الجنوب السوري، منها مبنى الأركان في العاصمة دمشق.

تخلل دخول الأرتال الحكومية انتهاكات طالت مدنيين، ثم انسحبت في مساء 16 من تموز، بعد اتفاقية مع فصائل محلية وتحت ضغط الضربات الإسرائيلية. وأعقب خروج الأرتال الحكومية حالات انتهاكات وانتقام من قبل فصائل محلية تجاه المكون البدوي في المنطقة، ما أدى إلى غضب واستنفار في الأوساط العشائرية.

تُرجم الغضب العشائري إلى إرسال أرتال من عدة مناطق في سوريا، لا سيما من درعا باتجاه مناطق الاشتباك في السويداء، ما أسفر عن سيطرتها على عدة قرى في الريف الغربي، مترافقًا مع حالات إحراق للبيوت.

ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل ما لا يقل عن 321 سوريًا، بينهم 6 أطفال و9 سيدات (إحداهن توفيت إثر أزمة قلبية بعد تلقيها نبأ وفاة حفيدها)، وإصابة ما يزيد على 436 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في محافظة السويداء، وذلك خلال الفترة الممتدة من 13 تموز الحالي وحتى تاريخ نشر التقرير.

وتشمل الحصيلة الأولية ضحايا من المدنيين، بمن فيهم أطفال وسيدات وأفراد من الطواقم الطبية، إضافة إلى مقاتلين من مجموعات عشائرية مسلحة من البدو، وأخرى محلية خارجة عن سيطرة الدولة من أبناء المحافظة، إلى جانب عناصر من قوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع التابعة للحكومة الانتقالية السورية.

“الشبكة” توثق مقتل 321 سوريًا في السويداء
مشاركة المقال: