الأحد, 27 يوليو 2025 01:10 PM

أمريكا وإسرائيل تكثفان الضغوط على حماس: هل المفاوضات في طريق مسدود؟

أمريكا وإسرائيل تكثفان الضغوط على حماس: هل المفاوضات في طريق مسدود؟

تشهد المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة «حماس» منعطفات حادة، وسط تغيير مفاجئ في الموقف الأميركي، وتصاعد في المناورات السياسية بين أميركا وإسرائيل بهدف التأثير على مسار المفاوضات. وعلى الرغم من انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من محادثات الدوحة بحجة «التشاور»، تؤكد مصادر مطلعة أن المفاوضات لم تتوقف، بل دخلت مرحلة جديدة تعتمد على الضغوط وإعادة ترتيب الأولويات لتحسين شروط التفاوض.

حتى مساء الخميس الماضي، أشارت تقديرات الوفد الأميركي إلى أن رد «حماس» لا يمثل عائقاً كبيراً، بل يتضمن نقاطاً يمكن البناء عليها. وعلى هذا الأساس، أجرى المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، اتصالات مع الوسطاء المصري والقطري، استعداداً لجولة جديدة من المفاوضات في الدوحة. إلا أن تحولاً كبيراً حدث بعد اتصالات ثلاثية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو ورئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، تبعها تصعيد في التصريحات وانسحاب مفاجئ للوفدين الأميركي والإسرائيلي من الدوحة، في خطوة تهدف إلى ممارسة الضغط وتعديل التوازنات التفاوضية لصالح إسرائيل.

ترى القاهرة والدوحة أن ما حدث ليس انهياراً للمفاوضات، بل «تعليقاً مؤقتاً قابلاً للاستئناف»، وفقاً لمصادر مطلعة، خاصة وأن العقبات الحالية ليست أعقد من تلك التي تم تجاوزها سابقاً. وتعتبر العاصمتان الوسيطتان أن «الموقف الأميركي لا يرفض التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ، ولكنه يستخدم أقصى درجات الضغط لانتزاع تنازلات إضافية»، خاصة فيما يتعلق بخرائط الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وضمانات ما بعد وقف إطلاق النار، ومسألة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

أكدت مصر وقطر، في بيان مشترك أمس، تحقيق «بعض التقدم» في جولة المفاوضات التي استمرت ثلاثة أسابيع. وأشار البيان إلى أن «تعليق المفاوضات لأغراض التشاور لا يعتبر انهياراً»، داعياً إلى «عدم الانسياق وراء التسريبات الإعلامية التي تحاول التشويش على مسار التفاوض».

وفي حين ذكرت شبكة «سي إن إن» أن الوسطاء لا يزالون يناقشون سبل التوصل إلى اتفاق قريب، نقلت قناة «كان» عن مصدر إسرائيلي مطلع أن الفجوات مع «حماس» ليست كبيرة ويمكن تجاوزها. وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» أن «حماس» لم تقدر بشكل دقيق ردة الفعل الإسرائيلية – الأميركية على مقترحاتها، لكن المفاوضات لم تنهار، بل تجري حالياً مشاورات داخلية في تل أبيب لإيجاد مخرج تفاوضي محتمل خلال الأيام المقبلة، بعد أن تهدأ الأجواء وتستوعب الرسائل المتبادلة.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، منح، أمس، الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة الحرب على غزة، بذريعة أن «حماس لا تريد اتفاقاً». وفي تصريحات أدلى بها، زعم ترامب أن الحركة «ترغب في الموت»، مضيفاً أن «الوصول إلى آخر الرهائن يجعل حماس تدرك ما ينتظرها، ولهذا لا تريد الاتفاق». وأردف قائلاً: «من الصعب جداً أن تقبل حماس باتفاق، لأنها ستفقد درعها وغطاءها»، بحسب قوله. ومن جهته، قال نتنياهو، عبر منصة «إكس»، إن حكومته تدرس مع واشنطن «بدائل» لاستعادة المحتجزين وإنهاء حكم «حماس»، من دون الكشف عن طبيعة هذه البدائل.

وفي وقت لاحق من يوم أمس، عقد نتنياهو اجتماعاً أمنياً مصغراً مع كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين لبحث تطورات الحرب والمفاوضات، إذ نقلت «هيئة البث الرسمية» عن مصادر أن «الجيش عرض على القيادة السياسية خطّة لتطويق غزة وتقسيمها إلى مناطق، بهدف استنزاف حماس والسكان معاً». وتتضمن الخطة، بحسب التقارير العبرية، «مناورات عسكرية في أماكن يُعتقد بوجود أسرى فيها، رغم معارضة الأجهزة الأمنية لذلك حتى الآن». وفي الإطار عينه، قالت «القناة 13» العبرية إن إسرائيل تدرس خطوات عسكرية واسعة في غزة، تترافق مع ضغوط على قيادات «حماس» في الخارج.

وفي خضم ذلك، صعّدت أوساط يمينية إسرائيلية من لهجتها، إذ طالبت الوزيرة أوري ستروك «بحسم عسكري مباشر»، فيما دعا الوزير إيتمار بن غفير إلى «وقف المساعدات، واحتلال القطاع، وتدمير حماس، وتشجيع الهجرة والاستيطان». أما الوزير بتسلئيل سموتريتش، فاعتبر أن «المفاوضات مع الإرهابيين انتهت»، متحدثاً عما سماه «وقت النصر». وفي المقابل، شددت عائلات الأسرى وشخصيات المعارضة على أن «السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف هو اتفاق مباشر مع الحركة»، في حين جدد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أمام العائلات، التزام بلاده «المطلق» بالعمل على التوصل إلى «صفقة تعيد الأسرى الإسرائيليين، وتنهي القتال».

مشاركة المقال: